لا شك أن الحفل السنوي الذي أقامه نادي إنبي لتكريم أبطاله وشركاء نجاحه كان رائعًا بكل المقاييس وحفل يليق بنادٍ كبير، يواصل التميز داخل وخارج الملعب، ويؤكد أنه مؤسسة رياضية محترمة تعرف كيف تحتفي بمن صنعوا مجدها في موسم استثنائي حصد فيه قطاع الناشئين 11 بطولة.
التنظيم كان مميزًا، والأجواء كانت مليئة بالفخر، والوجوه التي حضرت تستحق التحية على هذا المستوى الراقي من التقدير والاحترافية. لكن .. تبقى ملاحظة، بل غصة صغيرة لا يمكن تجاهلها، وهي غياب بعض الأسماء التي تُعد بحق جزءًا لا يتجزأ من نسيج هذا النادي، وفي مقدمتهم العبد لله.
أنا، وبلا فخر، أقدم صحفي في مصر يقوم بتغطية أخبار نادي إنبي منذ عام 2000، أي منذ 24 عامًا، عاصرت خلالها أجيالًا ورموزًا من القامات داخل الشركة والنادي، بداية من المهندسين فخري عيد، وخالد الحديدي، وعمرو شمس، والمحاسبَين ماجد نجاتي، وعادل عمار – رحمه الله – وصولًا إلى أسماء أخرى كثيرة كانت، ولا تزال، علامات مضيئة في تاريخ النادي.
عايشت من الداخل نجاحات كبار المدربين مثل الكابتن طه بصري، ويحيى إسماعيل، رحمة الله عليهما – وإمام محمدين ،وعلاء عبد الصادق واللواء محمد رؤوف، وخالد متولي، ومحمد إسماعيل، وعماد جابر، وعبد الناصر محمد، وإبراهيم محمد، وعادل زكي وهاني رمزي وخالد خليل وتسوبيل وغيرهم ممن لا تُنسى بصماتهم.
وشهدت عن قرب تتويج جيل 2005 بكأس مصر، وتابعتهم حتى اليوم، ولا زلت على تواصل مع أغلبهم، لأن العلاقة بيني وبين هذا النادي ليست مهنية فقط، بل إنسانية، قائمة على الوفاء والانتماء.
لذلك، كان من المؤلم أن يغيب اسمي عن قائمة المكرّمين في هذا الحفل، رغم أن الجميع داخل النادي وخارجه يعرف أن “كمال سعد ابن إنبي” وهذا ليس تعبيرًا إنشائيًا، بل حقيقة يعرفها كل من تعامل معي خلال أكثر من عقدين من الزمن.
ومع ذلك، فإن ما خفف عني هذا الشعور هو الكلمات الطيبة التي تلقيتها من الأستاذ أيمن الشريعي، رئيس النادي، ومن أخي الأكبر الكابتن محمد إسماعيل، والتي عبّرا فيها عن تقديرهما لما قدمته، وأوضحا أن الأمر ليس مقصودًا، بل سقط سهوا في زحمة التحضيرات، وهو تبرير أقدّره وأتفهمه.
رسالتي هنا ليست مطالبة بتكريم أو لفت نظر، بل تذكير بأن الإنصاف والوفاء لا يقلان أهمية عن الإنجاز والبطولات. فمن نسي الماضي لا يصنع المستقبل، ومن لا يُنصف أبناءه لا يبني بيتًا يستمر في العطاء.
الملخص:
أشكر كل من ساهم في هذا الحفل الرائع، وأقدّر كل ما قيل لي من مشاعر طيبة، لكن يظل في القلب حسرة صغيرة على تجاهل تاريخ طويل من الحب والعطاء لهذا الكيان، الذي سيظل بيتي الأول، وسأظل مخلصًا له حتى آخر لحظة.
كمال سعد
أقدم صحفي يغطي أخبار نادي إنبي منذ عام 2000
ابن النادي .. ومحبه إلى الأبد والرجاء ألا يغضب مني أحد لم اذكُر اسمه هنا لكن الاسماء التي لم اذكرها بلاشك هي محفورة في قلبي وعقلي ولكن كتابة هذه السطور بحالة يغلفها التوتر و”الزعل” سقطت مني اسماء كثيرة ..وللحديث بقية إن كان في العمر بقية.