لم يعد المشهد الكروي في مصر مجرد منافسات على المستطيل الأخضر، بل تحوّل إلى صورة صارخة من الفساد والمحسوبية و”السبوبة”.. ففي الوقت الذي يقف فيه المنتخب المغربي في المركز الـ11 عالميًا بقيمة سوقية تبلغ 390 مليون يورو، تتراجع مصر إلى المركز الـ30 بقيمة 160 مليون يورو فقط، وهو فارق يختصر غياب التخطيط وغياب الرؤية.
وهم “الدوري الأقوى”
تُباع للجماهير أوهام بدوري “نايل” وكأنه ينافس البريميرليج والليجا، بينما الحقيقة أنه دوري ضعيف تنظيميًا وفنيًا..و المعلقون يصرخون، المحللون في الاستديوهات يبالغون، والمراسلون يساهمون في تسويق الوهم بدلًا من مواجهة الواقع.
مصالح شخصية وفتنة جماهيرية
المنظومة الكروية في مصر تحولت إلى بيئة تحكمها المصالح الشخصية، من رأسها حتى ذيلها.. والمطلوب دومًا هو تأجيج الصراع بين الأهلي والزمالك لإلهاء الجماهير عن الفساد المستشري و أما كلمات مثل “الاحتراف” و”الشفافية” و”التخطيط”، فهي مفردات غير موجودة في قاموس المسؤولين، لأنها ببساطة تتعارض مع “مكاسبهم الخاصة”.
ملايين مستفزة وأداء هزيل
الأمر لا يقف عند حدود الإدارة، بل يصل إلى اللاعبين الذين يحصلون على أرقام خيالية مقابل أداء باهت.. مشهد لاعب يتقاضى ملايين الجنيهات يقابله شاب عادي يكدح براتب 5 آلاف جنيه فقط يخلق حالة من الإحباط والظلم، ويؤكد أن العدالة غائبة.
انعكاس لواقع
الكرة المصرية لم تعد مجرد رياضة، بل مرآة لواقع أوسع؛ واقع يفتقد العدالة، الشفافية، والاحتراف..وما يحدث على المستطيل الأخضر ما هو إلا امتداد لمشهد أكبر من العبث والفوضى، حيث يستفيد قلة على حساب الملايين من المشجعين.