عندما يرفض خالد جلال أن يُكتب عنه أو نُشيد به لأنه مدرب محترم، ندرك أننا أمام شخصية استثنائية في زمن يضج بالضجيج.
الرجل ببساطة لا يسعى وراء أضواء الإعلام، ولا يلهث خلف عناوين تُجمله، رغم أنه كفاءة فنية يشهد بها الجميع، ومخلص في عمله، ونظيف اليد والتاريخ.
خالد جلال لم يقبل أن نلفت الأنظار إلى أنه بلا عمل الآن رغم قدراته الكبيرة، ولم يرحّب بأن نصفه بالكفاءة التي يستحقها، بل قدّم لنا الشكر مؤكدًا أن الأرزاق بيد الله وحده، وأنه ينتظر رزقه الذي لا حيلة فيه ولا تدخل لأحد فيه.
كلمات تنم عن رضا وقناعة وسمو نفس، في وقت أصبح فيه كثيرون يركضون وراء المناصب ويطرقون كل الأبواب طلبًا للفرص.

سوف يظل خالد جلال كما هو.. متربي، وابن أصل، يعرف قيمة نفسه فلا يحتاج لمن يلمّع صورته أو يكتب عنه ما ليس فيه.
خالد جلال .. دعوه مثالًا نادرًا للمدرب المصري الذي يكتفي بالعمل عندما تأتي الفرصة، ويصبر عندما يبتليه الله بالانتظار، فلا يشكو ولا يساوم ولا يبيع نفسه رخيصًا.
خالد جلال باختصار مدرسة في الأخلاق قبل أن يكون مدربًا في كرة القدم، ودرس في التواضع والرضا قبل أن يكون درسًا في التكتيك والملعب.