وأخيرًا .. أسدل الستار على “مسلسل زيزو”، بعد شهرين كاملين من الهري واللت والعجن والشتايم والاتهامات والمؤتمرات والمصادر المجهلة والتسريبات المدفوعة والتحليلات التي تُشبه اللبن الرايب بعد أسبوع في الشمس.
من انتقال زيزو من الزمالك للأهلي، اتعملت علينا حفلات مكايدة وتحفيل بالمليارات، وفيديوهات تريند وهتافات “الواد خانا!”، وفوق كل ده، ملايين بتتحدف على لاعب عادي جدًا في توقيت عبثي بيكشف حجم البلاهة الكروية اللي عايشينها في الدوري المصري العظيم.
الناس افتكرت إن الموضوع انتقال لاعب ببلاش من نادي لنادي.. لأ! دي قضية وطنية، وكرامة جمهور، ومعركة بين الخير والشر، والبطل فيها بيعيط قدام الكاميرا ويشكي من العذاب النفسي، وكأننا بنتفرج على فيلم درامي من إنتاج التسعينات.
زي أي مشهد ختامي ملط، طلع زيزو في برنامج قبل ما يركب الطيارة لأمريكا، وقال كلام لو قاله في مرافعة طلاق كان القاضي حكم له بنفقة كبيرة! الشكوى والبكاء والعياط والـ”كنت مضغوط” و”اتحرقت أعصابي” وبالطبع، حصل على مقابله على 5 مليون جنيه، كأننا بندفع اشتراك في منصة نتفليكس مش بنسمع حوار لاعب.
التحول مش بس في أقوال زيزو، ده في هويته كلها. من شاب زملكاوي أهله زملكاوية، بيرفض الأهلي مهما حصل، بيحب الزمالك “اللي صنع اسمه”، لـ”أنا أهلاوي من زمان وأغلب عيلتي كده” في ظرف أسبوع.
زيزو مش أول حالة، وقبله إمام عاشور، وقبلهم كهربا، كلهم خرجوا من الزمالك على الأهلي، وبنفس طريقة البكاء على الماضي والتبرير للانتقال والادعاء إن الفلوس مش كل حاجة (بس كل مرة بيكونوا شايليين شنطة مليانة فلوس).
الناس بتقول إن الأهلي بيكسب صفقات، بس الحقيقة إنه بيخسر هويته. النادي اللي كان بيقول “المبادئ” بقى بيلعب على وتر “نكد المنافس”. يجيب اللاعب عشان يحرق جمهور الزمالك مش لأنه يستاهل فنياً، ودي لعبة خطيرة جدًا، مش على الزمالك بس، على الأهلي نفسه.
تعالوا نكون واقعيين:
- كهربا عمل مشاكل وخرج من الباب الضيق.
- إمام عاشور شتم الأهلي واتعاقدوا معاه.
- زيزو قال مش همشي، وبعدها مشي.
- والإعلام ساكت، أو بيمسح دموعه من كتر التأثر!
والمثير للسخرية، إن تريزيجيه، ابن الأهلي الحقيقي، مبيسمعش نص تحية اللي زيزو خدها، رغم إنه فنياً أحسن منه بعشرات المرات.
لكن الأسوأ، إننا كجمهور بقينا بنضحك علينا بسهولة… بنشوف الفيديو اللي بيقول فيه اللاعب “مش همشي”، وبعد أسبوع نشوفه بيقول “أنا كنت بعاني”… ومع ذلك، في ناس بتصدق.
الدوري المصري تحول من منافسة كروية لمسرحية عبثية، واللاعبين بيمثلوا، والإدارات بتزايد، والإعلام بيطبل، والجمهور هو اللي بيدفع التمن في الآخر.
واسمحولي أختم برسالة بسيطة:
لو كنت فاكر إنك لما تجيب نجم من الزمالك هتكسب الأهلي بطولة، فاسأل نفسك: كسبت إيه؟ الدوري طار، إفريقيا راحت، السوبر اتلغى، والمبادئ ضاعت. وعشان كل ده .. زيزو فعلاً يستحق لقب “دموع في عيون وقحة”.