في عالم التدريب، قلّما نجد من يملك البصمة الحقيقية في كل محطة يمر بها، ويترك أثرًا لا يُمحى.. الكابتن شوقي غريب يُعد واحدًا من هذه القلة النادرة ، مدرب صاحب تجربة متفردة، لا تُقاس فقط بالألقاب، بل بالقدرة على إعادة البناء وسط التحديات، وقيادة الفرق في أحلك الظروف.
اليوم، يخوض شوقي غريب تجربة جديدة ومثيرة مع نادي المريخ السوداني، أحد أعرق الأندية في القارة الإفريقية و تجربة لم تكن سهلة منذ انطلاقتها، لكنها كشفت عن معدن الرجل وخبرته الطويلة في التعامل مع الملفات المعقدة.
منذ اللحظة الأولى، واجه الجهاز الفني الحالي ظروفًا صعبة، كان أبرزها:
-
استلام فريق تم تشكيله واختياره عبر ثلاث أجهزة فنية سابقة؛ لكل منها فلسفة واختيارات مختلفة.
-
ندرة العناصر ذات الخبرة في مختلف المراكز، لاسيما في الخط الأمامي.
-
إصابة المهاجم الأساسي والهداف “جباني”، مما زاد من حدة الأزمة الهجومية.
-
الاعتماد شبه الكامل على لاعبين شبان، تم انتقاؤهم من أندية محلية، يفتقر معظمهم للتجربة والخبرة على المستوى التنافسي العالي.
ورغم تلك الظروف المعقدة، نجح المريخ في تصدر دوري النخبة السوداني برصيد 7 نقاط بعد مرور ثلاث جولات، مع تحسّن تدريجي في الأداء الجماعي، ما يعكس جهدًا كبيرًا يُبذل خلف الكواليس، وقيادة فنية تتمتع بالثبات والهدوء.

ولا يمكن هنا إغفال دور الجهاز المعاون، الذي يعمل بصمت وإخلاص:
-
الكابتن توفيق صقر
-
الكابتن أسامة عبد الكريم
-
الكابتن كمال عبد الواحد
جهاز فني متكامل، لا يبحث عن الظهور الإعلامي، بل يضع كل تركيزه في العمل الميداني، لإعادة التوازن لفريق كبير مثل المريخ.
لكن، وفي خضم هذا السياق، تبرز أسئلة مشروعة لا يمكن تجاهلها:
أولًا:
هل يُعقل أن يخوض نادٍ كبير بحجم المريخ منافسات دوري النخبة دون مهاجم صريح؟!
الفريق يعتمد حاليًا على لاعبين شبّان يفتقرون للخبرة التنافسية، خصوصًا بعد إصابة “جباني”، المهاجم الوحيد الذي كان يشكل تهديدًا هجوميًا حقيقيًا.
هذا القصور يثير تساؤلات حول كيفية تكوين القائمة، خاصة وأنها جاءت نتيجة لاختيارات فنية سابقة من جهازين فنيين أجنبيين (إيطالي وصربي)، رحلا وتركوا فراغًا فنيًا واضحًا دون استكمال للمشروع.
ثانيًا:
أين مجتبى فيصل والسمّاني الصاوي؟
وهما من أبرز المهاجمين في القائمة المعلنة للفريق بالبطولة، إلا أن غيابهما التام عن التشكيل يُعد أمرًا غامضًا.
هل هناك أسباب فنية تحول دون إشراكهما؟ أم أن هناك ظروفًا إدارية أو طبية وراء الابتعاد؟
وهل الجهاز الفني بقيادة شوقي غريب مسؤول عن استبعادهما، أم أن القرار جاء ضمن إرث الأجهزة السابقة؟
أسئلة كثيرة مشروعة، والجمهور يستحق الإجابة، لا سيما وأن الفريق يُدار في واحدة من أدق مراحله الفنية، ويحتاج إلى وضوح في الرؤية والتواصل.
وفي كل الأحوال، ما يحققه المريخ حتى الآن هو ثمرة عمل منظم، وتوظيف جيد للإمكانات المتاحة.
وشوقي غريب يُثبت مجددًا أنه مدرب “صاحب مشروع”، وليس مجرد مدير فني عابر للحدود.
ويبقى القول الفصل:
شوقي غريب واحد من أساطير التدريب في مصر.. شاء من شاء وأبى من أبى.