عندما أكتب عن الكابتن عبد المنعم الحسيني، فأنا لا أكتب عن مسؤول أو بطل أولمبي فقط، بل أكتب عن صديق عزيز، عشرة عمر تمتد لأكثر من 20 عامًا، جمعتنا خلالها مواقف لا تُنسى، ومبادئ لا تتغير، وأخلاق لا تتبدل.
عبد المنعم الحسيني، ليس مجرد اسم في سجلات الرياضة المصرية، بل هو سليل عائلة رياضية عريقة، تربى في بيت يحمل جينات التفوق والانتماء. والده اللواء الراحل الهامي الحسيني، كان رمزًا للانضباط والعطاء، وعمه الكابتن الراحل عبد المنعم الحسيني، أحد أبرز رموز اللعبة، بل وأحد من وضعوا أسسها في مصر، وابن عمه الكابتن طارق الحسيني، الرئيس الحالي لاتحاد السلاح، يواصل المسيرة بنفس الروح والشغف.

هذه العائلة لم تعرف يومًا طريقًا سوى طريق التميز، وكانت دائمًا علامة مضيئة في سماء الرياضة، خاصة في لعبة السلاح التي باتت تعرف اليوم في مصر بـ”لعبة الكبار”، بفضل مجهودات أبناء هذه العائلة.
عبد المنعم الحسيني، لم يصعد سلم النجاح بالحظ أو المجاملة، بل صعده درجة درجة، بداية من كونه لاعبًا بارزًا، ثم إداريًا محنكًا، ثم قائدًا ورمزًا، حتى بات اليوم على رأس الاتحاد الدولي للسلاح، كأول مصري وعربي من خارج أوروبا يتولى هذا المنصب العالمي.
أفتخر وأتشرف بصداقته، وبكوني كنت شاهدًا على رحلته، ومواقفه، ونبله في التعامل، ومحبته للناس، وإخلاصه لوطنه و هو نموذج للمسؤول الذي يجمع بين الحزم والإنسانية، وبين الانضباط والروح الطيبة.
صديقي عبد المنعم.. تستحق كل ما وصلت إليه، ليس فقط لأنك اجتهدت، بل لأنك وفيت، وكنت دائمًا على قدر الثقة.. وستبقى بإذن الله فخرًا لمصر ولنا جميعًا.. وللحديث بقية إن كان في العمر بقية.