لن أكف عن الكتابة وكلمات الرثاء عن الراحل الكبير وأخي العزيز عٍشرة السنين الجميلة، الحاج ممدوح عقاب، مؤسس ورئيس نادي اتحاد بسيون، الذي وافته المنية منذ أيام قليلة..و الحزن ما زال يخيم على مركز بسيون بأكمله وعلى قرية صالحجر، مسقط رأس الفقيد الغالي، حيث تجتمع الذكريات الجميلة مع كل من عرفه عن قرب، ويظل اسمه حاضرًا في كل زاوية من زوايا الرياضة المحلية والاجتماعية بالمركز.
رحلتي مع الحاج ممدوح عقاب طويلة تتعدى الربع قرن من الزمن، حيث بدأت معه شرارة حلم إقامة نادٍ كبير في بسيون..وهو الحلم الذي فشل فيه الكثير من أبناء المركز الذين لم يجرؤوا على التفكير في إنشائه، لكن عقاب كان كما كنت أقول له دائمًا: “قلبه حديد”، لم يثنه أي صعاب أو تحديات، وأقبل على هذه الخطوة لوجه الله تعالى، وأقام هذا الصرح العظيم الذي أصبح نقطة مضيئة في تاريخ الرياضة في بسيون والغربية كلها.
الحاج ممدوح عقاب لم يكن مجرد مؤسس للنادي، بل كان روحًا وقلبًا نابضًا لكل إنجاز تحققه الفرق واللاعبون.. لم يكن يبحث عن الشهرة أو الظهور الإعلامي، بل كان يسعى دومًا لصناعة جيل قادر على المنافسة والتميز، وبذل جهده ليبني أسسًا قوية لنادي يكون رمزًا للفخر لكل أهالي بسيون.
رحيله ترك فراغًا كبيرًا ليس فقط في عالم الرياضة، بل في المجتمع بأسره، حيث كان مثالًا على الإصرار والعطاء والعمل من أجل الآخرين..و سيظل إرثه حاضرًا في كل مبنى، وفي كل بطولة، وفي كل لاعب تربى على قيم العمل والاجتهاد التي غرسها عقاب طوال حياته.
سوف يظل ممدوح عقاب علامة فارقة في حياة الرياضة على أرض بسيون، ولن ينساه التاريخ، حتى لو حاول البعض الظهور والتصدر والتمثيل دور البطل لكن التاريخ لن يطمس إنجازاته، وسيظل ممدوح عقاب نسرًا محلقًا في السماء، يتحدث عنه كل الأجيال القادمة.
لقد كان الحاج ممدوح عقاب أكثر من مجرد مؤسس نادي، كان أخًا كبيرًا وصديقًا لكل من عرفه، يقدم النصيحة والدعم لكل لاعب وكل موظف وكل من يطرق أبوابه طلبًا للمساعدة..و لم يكن يبحث عن الشهرة أو التقدير الشخصي، بل كانت سعادته الحقيقية في رؤية اللاعبين يتقدمون ويحققون النجاحات، وفي أن يرى النادي الذي أسسه أصبح منارة للرياضة في مركز بسيون.

ذكرياتي مع الفقيد كثيرة لا تحصى، بدءًا من أيام التخطيط لبناء النادي، مرورًا باإنجازات التي حققها ، وصولًا إلى جلساته الطويلة مع اللاعبين الناشئين، حيث كان يحرص على غرس قيم الانضباط والاحترام والعمل الجاد، ليترك أثرًا عميقًا في كل من حوله.
الحاج ممدوح عقاب لم يكن مجرد رجل أعمال أو رياضي، بل كان رمزًا للعمل الجماعي والقيادة الرشيدة .. حتى بعد أن ارتحل عن الدنيا، يبقى إرثه حيًا في كل زاوية من النادي وفي كل ذكرى تربط أهالي بسيون بهذا الرجل الذي حول الحلم الكبير إلى حقيقة ملموسة.
اليوم، ومع فقده، يظل الجميع يتذكرون قوة إرادته وصلابته وحبه غير المحدود لوطنه وأهله.. وسيظل اسمه محفورًا في تاريخ الرياضة والمجتمع على حد سواء، ودرسًا لكل من يريد أن يحقق إنجازات كبيرة أن العزيمة والإصرار والعمل من أجل الآخرين هو ما يبقى بعد الرحيل، وأن التاريخ لا ينسى من قدم بصمة حقيقية على أرضه وأهله.
في النهاية، يبقى الحاج ممدوح عقاب نسرًا يحلق في سماء التاريخ، وسيستمر حديث الأجيال عنه، ليس كفكرة أو اسم فقط، بل كرمز للإنجاز والعطاء والوفاء..وللحديث بقية إن كان في العمر بقية .










