في عالم الإعلام الرياضي، قليلون هم الذين يمتلكون القدرة على الجمع بين الاحترافية والمتعة في آنٍ واحد، ومن بينهم المذيع المتألق محمد الشاذلي، الذي استطاع أن يفرض نفسه بقوة في الساحة الإعلامية بفضل أسلوبه المميز وحضوره الطاغي على الشاشة.
خلال متابعتي لمباراة الزمالك، والجونة في أولى مواجهات الفريق الأبيض ببطولة كأس العاصمة المصرية، لفت انتباهي تعليق محمد الشاذلي، الذي لم يكتفِ فقط بوصف أحداث المباراة بدقة، بل أضفى عليها لمسات ثقافية واجتماعية، من خلال الحديث عن العائلات الكروية العريقة في مصر، مثل عائلة حمزة، التي أنجبت جمال حمزة وعمه، وكذلك عائلة إمام، التي قدمت أحد أساطير الزمالك حمادة إمام، ونجله الكابتن حازم إمام، الذي يعد رمزًا من رموز الكرة المصرية.

لكن أثناء حديثه عن هذه العائلات الكروية، لاحظت غياب اسم نجم آخر له تاريخ محترم في الكرة المصرية، وهو الكابتن الراحل الكابتن صلاح زكي، نجم فريق البلاستيك السابق، وزميلي في النقد الرياضي بجريدتي التي اعشقها المساء .
كابتن صلاح زكي ،رحمة الله عليه قدم للكرة المصرية أكثر من موهبة، من بينهم ابنه أمير صلاح، الذي كان لاعبًا مميزًا، وابنه شريف زكي. لم أتردد لحظة في التواصل مع محمد الشاذلي عبر الواتساب، وأخبرته بذلك، فكان رده سريعًا وراقيًا، حيث رحب بالملاحظة، وأكد أنني محق، وأنه يترك الفون بعيدا ً عنه خلال ظهوره علي الهواء ثم حرص على الترحم علي الكابتن صلاح ، وهو ما يعكس مدى تواضعه واحترامه لكل من يساهم في إثراء الرياضة المصرية.
هذا الموقف البسيط يكشف شخصية محمد الشاذلي الراقية، فهو ليس فقط مذيعًا محترفًا، بل إنسان مهذب، يتقبل النقد بصدر رحب، ويحرص على تصحيح أي سهو أو نسيان، وهو ما يجعله نموذجًا يُحتذى به في الإعلام الرياضي.
أتمنى له كل التوفيق والنجاح، وأثق أنه سيكون دائمًا أحد الأسماء البارزة في مجال التعليق الرياضي، بما يمتلكه من موهبة وحضور وثقافة رياضية واسعة.