خلال جلستي التي امتدت مايقرب من ثلاث ساعات داخل وحدة مرور كفر الزيات، كان لي شرف اللقاء مع المقدم محمود ضاهر، رئيس الوحدة، وصديق العمر الذي يحمل من الطيبة والإنسانية ما يندر أن تجده في منصب تنفيذي حساس مثل هذا.
رغم الزحام المعتاد، وجدت انسيابية ومرونة واضحة في التعامل داخل الوحدة، والأهم من ذلك هو الإحساس بالاحترام المتبادل بين العاملين والمواطنين. لم أسمع طوال هذه الفترة شكوى واحدة من أي متردد على الوحدة.
المقدم محمود ضاهر، الذي عرفته عن قرب، لسنوات تتعدي الـ 15 عاماً يجمع بين الطيبة والشدة في آنٍ واحد.. ففي موقف إنساني مؤثر، دخلت سيدة مسنة تبكي أثناء إنهاء أوراقها، فما كان منه إلا أن تدخل فورًا، ونادى على الموظف قائلاً: “خد الحاجة وخلص لها حالًا”، قبل أن يوجه كلامه للسيدة: “انتي على راسي يا ماما، وأوعي أشوفك بتعيطي تاني. أنا موجود هنا علشان أخدمك وأخدم كل أهل كفر الزيات”.
هذا هو محمود ضاهر، نموذج لرجل المرور الحقيقي ، حازم في موضع الحزم، رحيم في موضع الرحمة، وقائد ميداني يتابع العمل بنفسه، لا من خلف مكتب.
تحية خالصة للواء وائل حمودة، مدير مرور الغربية، واللواء محمود أبو المكارم، مدير مباحث المرور، على حسن اختيارهما للرائد محمود ضاهر لقيادة وحدة مرور كفر الزيات بعد نجاحه اللافت في وحدة مرور بسيون.. وللحديث بقية إن كان في العمر بقية.
