✍️ محمد محمود
خسارة إنبي أمام الجونة بهدف دون رد لم تكن مجرد تعثر عابر في سباق الدوري المصري ، بل جاءت نتيجة طبيعية لمزيج من العوامل الفنية والذهنية التي أثّرت على أداء الفريق البترولي، وجعلته يظهر بصورة باهتة أمام منافس يعرف كيف يحصل على ما يريد بأقل مجهود.
غياب الفاعلية رغم الاستحواذ
بدا إنبي مستحوذًا على الكرة في فترات طويلة من المباراة، خاصة في الشوط الثاني، لكنه لم ينجح في ترجمة هذا الاستحواذ إلى فرص حقيقية تهدد مرمى الجونة. التحركات في الثلث الهجومي كانت عشوائية، والربط بين الوسط والهجوم شبه غائب، مما جعل وجود مهاجمين مثل كابو وحتحوت دون تأثير فعلي.
انبي ..و الوسط بلا هوية
ثلاثي وسط الملعب في انبي أحمد العجوز، علي إيهاب، وعلي محمود لم يتمكنوا من فرض سيطرتهم على إيقاع المباراة. فبدلاً من أن يكونوا محطة للربط وتدوير اللعب، انحصرت أدوارهم في رد الفعل، وسط تفوق واضح لثنائي الجونة نور السيد وبلال السيد، اللذين قدما مباراة متزنة دفاعًا وهجومًا.
ارتباك دفاعي في إنبي و لحظات الحسم
رغم أن الجونة لم يهدد كثيرًا، فإن خط دفاع إنبي افتقد التركيز في اللحظة الحاسمة عندما ارتكب خطأً داخل منطقة الجزاء منح المنافس ركلة ترجيح حوّلها أحمد شوشة بنجاح. هذا الهدف كان كافيًا لحسم اللقاء، لكنه كشف عن هشاشة ذهنية في إدارة المواقف الحاسمة من جانب دفاع إنبي.
بدائل غير مؤثرة
حتى التبديلات التي أجراها الجهاز الفني لانبي بقيادة حمزة الجمل ، لم تُحدث الفارق ،ورغم الزج بأسماء مثل حسام إيفونا وأحمد زكي ومودي ناصر، لم يتغيّر شكل الفريق على أرض الملعب وغابت الحلول الفردية، ولم تظهر أي مرونة تكتيكية قادرة على فك التكتل الدفاعي للجونة.
في المقابل.. الجونة لعب بذكاء
استحق الجونة بقيادة علاء عبد العال،الفوز لأنه عرف متى يهاجم وكيف يدافع. الفريق لعب بانضباط تكتيكي كبير، واستفاد من خبرة لاعبيه الكبار في إدارة المباراة، وعلى رأسهم نور السيد وأحمد العش ..كما أن التنظيم الدفاعي واللعب على المرتدات شكل تهديدًا واضحًا طوال الشوط الثاني.
خلاصة المشهد :
إنبي خسر لأنه لم يكن حاسمًا، ولأنه فشل في إظهار شخصية الفريق القوي بينما انتصر الجونة لأنه كان عمليًا، ومنظمًا، واستغل خطأً وحيدًا ليخرج بأغلى ثلاث نقاط في مشواره بالمرحلة النهائية.