قلم: ✍️ كمال سعد
لم يحتج محمد صلاح سوى 45 دقيقة ليحوّل مباراة باهتة إلى اختبار حقيقي لقدرات ليفربول تحت قيادة أرين سلوت. أداء الفريق قبل دخول صلاح كان بلا روح ولا شكل، لكن دخول الملك المصري كشف الفارق الهائل بين وجوده وغيابه، وفتح الباب أمام أسئلة صريحة حول مشروع المدرب الهولندي.
المباراة: ليفربول × — (شوط أول)
المشهد: فريق كبير يتوه، ولاعب واحد يعيد له الحياة.
من أول دقيقة كان الحال واضحًا: ليفربول تائه، بلا شكل ولا روح تكتيكية تحمي ماء الوجه. نجوم كثيرة، لكن بلا قيادة واضحة على أرض الملعب. الفريق بدا كمن يلعب بلا نغمة جامعة، وكل محاولة هجومية تتحول إلى سلسلة مفككة من اللمسات بلا فاعلية.
ثم دخل محمد صلاح — والكرة اتبدلت قصة.
في 45 دقيقة فقط، صلاح قدّم درسًا عمليًا في الفعالية والهجوم: فتح جبهات، خلق مساحات، أجبر دفاع الخصم على التحرك، وغطّى على عيوب منظومة كاملة. لم يكن مجرد تسجيل تهديدات؛ كان حضورًا يفرض نفسه على الفاعلية الهجومية للفريق ككل.
شوط أول.. نجوم بلا قائد
المؤلم أن الشوط الأول كشف تناقضًا صارخًا: أسماء كبيرة لكن بلا توظيف صحيح. التمريرات تائهة، التحركات بلا معنى، وانتظار الحلول من لاعب واحد صار يعتمد عليه كخط الدفاع الوحيد أمام فشل التنظيم الجماعي.
صلاح.. لاعب يغيّر المعادلة
صلاح لا يكتفي باللمسات أو الأهداف، هو يخلق جهدًا جماعيًا بصوته وحركته. في نصف ساعة دخلت المباراة في نطاق آخر: ليفربول بدأ يضغط بشكل منسق، الخطوط تحركت، والتهديدات أصبحت أكثر انتظامًا. هذا ما يفعله اللاعب الحاسم — لا يعوّض فقط، بل يعيد للفريق هويته.
سلوت.. قراءة محدودة وخطة بلا بدائل
أما أرين سلوت، فالمحصلة تكشف عن محدودية في الحلول التكتيكية، خصوصًا عند تدهور الحالة العامة للفريق. الخطة المرتكزة على تهيئة صلاح ثم انتظار معجزته باتت سلاحًا ذا حدين: طالما صلاح حاضر، الأمور تسير؛ من بدونه فجوة واضحة في القراءة والتعديل. المدرب مطالب بمرونة أكبر وخيارات بديلة تُبعد الفريق عن سلبية الاعتماد على لاعب واحد.
الخلاصة:
فريق يحتاج لمرجع تكتيكي واضح
الـ45 دقيقة كانت كافية لتقف أمام مر鏡 الحقيقة: ليفربول بلا صلاح يفقد جزءًا كبيرًا من شخصيته الهجومية، ووجود صلاح وحده لا يكفي لتعويض قصور التخطيط. المشروع التكتيكي يحتاج إعادة نظر سريعة، والقيادة الفنية مطالبة بأن تملك أكثر من خطة واحدة عندما تنهار الأولى.
صلاح؟ أثبت مرة أخرى أنه قلب نابض لا يُستبدل بسهولة.
سلوت؟ أمامه عمل طويل لإقناع أن وجود خطة بديلة ليس رفاهية بل ضرورة.










