✍️ تقرير يكتبه – كمال سعد
من جديد، يجد نادي الاتحاد السكندري نفسه على أعتاب مرحلة مفصلية في تاريخه، لكن هذه المرة من دون قائده الإداري لسنوات طويلة، محمد مصيلحي، الذي أعلن انسحابه النهائي من المشهد، دون نية للعودة تأكيدات المقربين، وغياب أي مؤشرات رسمية على التراجع، تجعلنا أمام حقيقة لا تقبل التأويل: صفحة مصيلحي طُويت.
النداءات العاطفية التي تكررت : “ارجع يا حاج، ارجع يا أستاذ” لم تعد ذات جدوى..وقد آن الأوان لأن نواجه الواقع بعقلانية ومسؤولية.
الاتحاد السكندري و الفراغ الإداري خطر داهم
الاتحاد السكندري، هذا الكيان العريق، لا يحتمل فراغًا إداريًا في هذا التوقيت والفريق الأول، لكرة القدم ومختلف الأنشطة، بحاجة إلى استقرار وتخطيط، لا إلى انتظار أو ارتباك و لا بد من قيادة انتقالية تتولى إدارة النادي حتى موعد الانتخابات المقبلة، على أن تكون قادرة على اتخاذ قرارات، لا مجرد ملء فراغ.
الاتحاد و الساحة ليست خالية
من الخطأ ترويج فكرة أن لا بديل لمصيلحي ، صحيح أن الساحة كانت مغلقة لسنوات، وأن كل من حاول الاقتراب وُوجه بالإقصاء أو التشويه، لكن ذلك لا يعني انعدام الكفاءات بل إن كثيرين انسحبوا لأن البيئة لم تكن مهيأة للمشاركة، وليس لعدم جدارتهم.
إذا كان محمد مصيلحي، قد اختار الرحيل، فإن من باب الإنصاف — بل من باب الوفاء للنادي — أن يبتعد رجاله أيضًا، وأن يُفتح الباب لقيادات جديدة تمتلك رؤية وخبرة وقلبًا مفتوحًا للناس.
الاتحاد أكبر من الأسماء
نعلم حجم ما قدمه مصيلحي، ونقر بفضله، لكن الأندية لا تُدار كالعزب، ولا تبقى مرهونة باسم مهما كان محترمًا و الاتحاد نادٍ مؤسسي، وله جماهير تعرف قيمته، ولن ترضى بأن يبقى رهينة للانتظار أو الصراعات.
اللحظة الحالية تتطلب رجالًا يعملون بروح الفريق، لا الأفراد، ويتحركون لأجل الكيان، لا المقاعد.
في الختام
الاتحاد السكندري لا يحتاج لمن يتباكى عليه، بل لمن يبادر لخدمته و حان وقت العبور إلى مرحلة جديدة، بروح جديدة، وبأمل لا يُكسره فراغ أو فرقة.