مع إسدال الستار على موسم كروي صعب عاشه نادي الزمالك، تطفو على السطح أزمة أعمق من مجرد نتائج أو أزمة مالية. النادي، الذي كان يومًا مثالًا للانضباط والقوة الإدارية، يبدو اليوم ككيان مستباح، مفتوح الأبواب أمام الفوضى والتمرد، في غياب واضح لصاحب قرار يُحسب له الحساب.
بداية الانهيار.. بلا رد فعل
منذ أزمة ثلاثي السوبر المصري في الإمارات، وغياب أي رد فعل قوي من الإدارة، بدأت ملامح الانفلات تظهر بوضوح. تكررت حالات التمرد والتغيب عن التدريبات دون رادع. لم تصدر قرارات حاسمة، ولم يشعر اللاعبون بأي خطوط حمراء تحكم تصرفاتهم.
خلل داخلي وانقسام واضح
في الوقت الذي يُصرف فيه للاعبين من الخارج، لا يحصل بعض اللاعبين داخل الفريق على مستحقاتهم. يختلط الغياب بالعشوائية، ويتحول الانضباط إلى رفاهية، والسبب غياب “صاحب القرار”. لا مسؤول يُهاب، ولا سلطة يُرجع إليها، مما خلق بيئة مشوشة لا تحترم فيها القوانين ولا تُحاسب فيها التجاوزات.
صوت النادي الإعلامي.. غائب
الأزمة لم تتوقف عند حدود الإدارة أو اللاعبين، بل امتدت إلى المنظومة الإعلامية للنادي، التي تكتفي غالبًا بالنفي، بدلًا من كشف الحقائق أو مواجهة الأزمات. غياب الدور الإعلامي القوي ساهم في تضليل المشهد، وجعل الإنكار لغة معتادة بدلًا من الحل.
الأزمة الحقيقية: لا قيادة تُحسب
بعيدًا عن الأمور المادية، تبقى الحقيقة القاسية أن فريق الكرة في الزمالك لا يملك قيادة تُحسب. لا أحد يفرض كلمته، ولا سلطة تُجبر اللاعب أو المسؤول على التفكير مرتين قبل اتخاذ قرار أو ارتكاب مخالفة. وهو ما يجعل من الطبيعي أن يرى بعض اللاعبين أنفسهم “أكبر من النادي”.
هذه ليست أزمة مالية فقط، بل أزمة هوية وإدارة وثقة واحترام. فالفريق الذي لا يهاب قائده، لا يمكنه أن يقاتل من أجل شعاره.