نهي مجدي
بدأ محمد صلاح مسيرته من قرية نجريج البسيطة التابعة لمركز بسيون، بمحافظة الغربية، ليصبح واحداً من أعظم لاعبي كرة القدم في العالم. تجربة صلاح ليست مجرد حكاية لاعب موهوب، بل هي قصة ملهمة تختصر معنى الاجتهاد، الطموح، والإصرار على تحقيق المستحيل.
صلاح، الذي بدأ رحلته في نادي المقاولون العرب، كان يقطع ساعات طويلة يومياً بالقطار للوصول إلى التدريبات. في وقت لم تكن عائلته تمتلك أي علاقات أو نفوذ في الوسط الرياضي، اعتمد على موهبته فقط ليصنع لنفسه مكانة مميزة. هذه البداية الصعبة جعلت منه نموذجاً للشباب المصري والعربي الذي يحلم بالنجاح رغم التحديات.
محمد صلاح والتألق في أوروبا
انطلق قطار محمد صلاح الاحترافي من نادي بازل السويسري، حيث أظهر موهبة لافتة جعلته محط أنظار أندية كبرى. انتقاله إلى تشيلسي الإنجليزي كان خطوة جديدة في مسيرته، ورغم أنه لم يحظَ بالفرصة الكاملة هناك، لم يستسلم. تألق صلاح في فيورنتينا وروما الإيطاليين فتح له الباب للعودة إلى الدوري الإنجليزي عبر بوابة ليفربول.
مع ليفربول، بات صلاح أيقونة عالمية ،حصد الجوائز الفردية، منها لقب هداف الدوري الإنجليزي ثلاث مرات، وفاز بدوري أبطال أوروبا، بالإضافة إلى ألقاب أخرى عديدة. قدراته المميزة في تسجيل الأهداف وصناعتها جعلته أحد أبرز اللاعبين في العالم.
صلاح والكرة الذهبية 2025؟
في الموسم الحالي، يتصدر محمد صلاح ترتيب هدافي الدوري الإنجليزي، وحقق أرقاماً مذهلة بـ31 مساهمة تهديفية حتى الآن، أكثر من أي لاعب آخر في الدوريات الخمسة الكبرى. إذا استمر بهذا الأداء وتُوج مع ليفربول بلقب الدوري الإنجليزي أو دوري الأبطال، سيكون مرشحاً بارزاً للكرة الذهبية 2025، ليصبح أول لاعب عربي يحصد هذا اللقب التاريخي.
الجماهير العربية وصلاح
شعبية محمد صلاح الجارفة في مصر والعالم العربي لم تأتِ فقط بسبب مهاراته الكروية، بل أيضاً لأنه يُمثل قصة كفاح حقيقية. لكن مع وصوله إلى العالمية، بدأت علاقة صلاح بجماهيره تتخذ أبعاداً مختلفة.
البعض يراه “فخر العرب”، ويطالبونه بأن يكون أكثر انخراطاً في القضايا العربية والإسلامية، بينما يرى آخرون أن نجاحه يكمن في التزامه بتقديم أفضل ما لديه في الملعب فقط.
صلاح و إرث ملهم
محمد صلاح، الذي أصبح اسماً عالمياً، ألهم ملايين الأطفال في مصر والعالم العربي بحكايته. فصلاح ليس مجرد لاعب كرة قدم، بل رمز لكل من يطمح إلى النجاح رغم قلة الإمكانيات.
رحلة الفرعون المصري من ملاعب قرية نجريج إلى أنفيلد رود أصبحت مثالاً يحتذى به لكل شاب يسعى لتحقيق حلمه.
نجومية صلاح لم تقتصر على الملعب فقط، بل امتدت إلى دوره الاجتماعي. دعمه للمشروعات الخيرية في قريته واهتمامه بالمجتمع جعلاه قدوة للشباب في كيفية الجمع بين النجاح الشخصي وخدمة الآخرين.
رغم الانتقادات التي يتعرض لها أحياناً من بعض الجماهير بسبب مواقفه أو قراراته، يبقى محمد صلاح أحد أعظم اللاعبين في تاريخ الكرة العربية والأفريقية، وشخصية ألهمت الملايين بفضل موهبته وعمله الدؤوب.
مع كل إنجاز جديد يحققه، يؤكد صلاح أن الحلم لا يعرف المستحيل. والآن، مع تصدره قائمة هدافي الدوري الإنجليزي وأدائه المذهل هذا الموسم، يبدو أن الحلم الأكبر، وهو التتويج بالكرة الذهبية، قد يكون قاب قوسين أو أدنى.
محمد صلاح ليس مجرد لاعب، بل قصة نجاح ستظل مصدر إلهام للأجيال القادمة.