لاتزال رائعة عطر حرب اكتوبر، تفوح حولنا لانها من أهم الحروب الحديثة على الاطلاق وهي كانت بعزيمة واصرار من على محو الهزيمة والحاقها بالعدو بعد مرارة نكسة 67 الشعب احس بالهزيمة واصر على محوها وتعديلها الى النصر فتوحد الشعب على قلب رجل واحد اما تحقيق النصر او الشهادة، وبظل الارادة محونا كل الامور الصعبة وصارت قواتنا تدق حصون العدو كالسكين في قطعة الجاتوه وتحقق النصر واحسسنا بنشوته وفرحة المنتصر ومحونا عار الهزيمة.
كنت في ذلك الوقت وعشت سنة كاملة في خطر وتحدث الرئيس السادات عن القنبلة المغناطيسية وهذه حقيقة حيث حضر بعد وقف اطلاق النار مجموعة من الامريكان دربتنا على كيفية ازالة القنابل المغناطيسية باجهزة حديثة ووجدنا قنبلة لم تتفجر بعد وكان سعرها في ذلك الوقت 50 الف دولار طبعا امريكية.
النصر كان محقق لنا بفضل قواتنا البواسل وكنا على استعداد ل لدخول تل ابيب وتحريرها لولا تدخل امريكا حيث اعلن الرئيس السادات يوم 18 اكتوبر قائلا مش هقدر احارب امريكا وهذا واقع لاننا كنا في مطار قاعدة طنطا الجوية واحساسنا بشيء غريب وعرفت ان امريكا تدخلت وكانت حكمة الرئيس السادات، مع عزمه وارادة المصريين بوقف الحرب ولكن اؤكد ان جند الله مكننا من النصر
شهر اكتوبر له ذكريات معي جميلة ففيه مولدي وفيه انتصار اكتوبر ومعي ذكرى لن تنسى من الذاكره حيث يوم 30 اكتوبر كنت مكلف بازالة قنبلة ومعي مجموعة من الجنود مكونة من ستة افراد وبعد تحديد نقط الدخول الى القنبلة بدا العساكر في الحفر حيث انها على بعد 8 متر وكان عيد ميلادى في هذا اليوم وجاءني تليفون وطلبت من الحكمدار ان يسبقني الى الموقع وللاسف الشديد انفجرت القنبلة قبل وصولي اليها وهذه ارادة الله واكتشفت في ذلك الوقت ان بعض الجنود كانوا غير مدرجة اسماؤهم في الكشف وطلبوا من الحكمدار ادراج اسمائهم وطلبوا الشهاده وهذا هو القدر واؤكد ان جند الله كان معنا في حرب 73 كما ان شهر اكتوبر دائما يذكرني باخي الاكبر وصديقي شقيقى اللواء اركان حرب اللواء احمد مختار قائد الجيش الثالث الميدالي الذي ابلى بلاء حسنا فى نصر اكتوبر وكرم من الرئيس حسني مبارك رحمة الله عليهما ورحم جنودنا الابرار الرجال الشجعان الذين ضحوا بارواحهم فداء للوطن.