أزمة حسين الشحات ظلت حديث الساعة طوال الأيام القليلة الماضية وتبارت الأقلام والآراء في الهجوم والدفاع والهجوم المضاد كل حسب ما يراه يصب في مصلحته حتى لو أدى الأمر لاشتعال الموقف بصورة أكبر وساعد الجميع إلا من رحم ربي في تغذية الفتنة والصراعات.
لن أتناول اليوم تفاصيل الواقعة أو حتى العقوبات هنا أو هناك ولكني سأعود لما كتبته في أوقات سابقة وحذرت منه مرارا وتكرارا فما نشاهده اليوم ونتابع فصوله من أزمات آخرها حسين الشحات هو نتاج لما يحدث في الساحة الرياضية منذ فترات طويلة دون ضابط أو رابط ولا حتى مستجيب لنداءات لطالما ذكرتها في سطور سابقة بأن ترك الساحة للعبث وعدم تطبيق القوانين واللوائح سيؤدي إلى كوارث.
الصوت العالي وأخذ الحق بالذراع أصبح منهجا للبعض وهو ما ينذر بأن القادم أسوأ فحسين الشحات أو غيره يشاهدون من يخطئ ويكرر خطأه سواء في المنابر الإعلامية التي تمنح ساعات من الهواء بها لزرع الفتنة والتطاول ويأتي الرد من الجانب المقابل في ظل الاكتفاء بالمشاهدة فقط وعدم اتخاذ إجراءات رادعة لوقف أي مهزلة في بدايتها وليس.
الوضع صعب فمن يكرهون مصر يبحثون عن أي فرصة لتغذية الفتنة فقد فشلوا كثيرا في صنع فتن سابقة سواء الفتن الطائفية أو غيرها ولكن الآن أعتقد أن العمل على الفتنة الرياضية واستغلالها أمر واضح ويجب الوقوف والتصدي مبكرا.
العجيب أو المحزن أن التمسك بالمبادئ والقيم أصبح يقاس بالموقف والمصلحة وأصبحنا نشاهد نماذج كان يحتذى بها في تطبيق المبادئ تتغاضى عنها لمجرد مكايدة أو موقف يخدم مصلحتها ولتذهب وقتها المبادئ إلى الجحيم ثم نعود ونتشدق بها عندما نحتاج إليها والمؤسف أن مواقع التواصل أصبحت بمثابة المدرجات الافتراضية التي تتحكم في تطبيق المبادئ والقيم ويقاس القرار بمدى تشجيعه أو الهجوم عليه.
تطبيق القانون واللوائح لا يحتاج حسابات أو واسطة وعندما تنتهي المحسوبية في القرارات والعقوبات سوف تنضبط الأمور ويجب أن نعمل على ذلك بأقصى سرعة وأن نضع في المقام الأول مصلحة الكرة المصرية حتى لا نصل إلى مرحلة لا ينفع فيها البكاء على اللبن المسكوب.. أغيثوا كرة القدم المصرية.