هكذا يُكتب التاريخ، وهكذا يُحفر اسمك من ذهب في قلوب الملايين.. ليس فقط بما تحققه من أهداف وإنجازات، ولكن بما تقدمه من دروس خالدة في الوفاء والانتماء والاحتراف الحقيقي.
برافو محمد صلاح..منذ أن عرفناه وهو يعلّمنا أن المجد لا يُشترى، وأن المال مهما كان بريقه لا يمكنه أن يصنع نجمًا حقيقيًا. لم يركض صلاح خلف الأرقام، بل ركض نحو المجد، فأتت الأرقام تركض خلفه.
ابن نجريج الذي عشق قريته ووطنه كما عشق كرة القدم، رفض المزايدات والصفقات الخيالية التي كانت كفيلة بتغيير حياة أي لاعب، لكنه فضّل البقاء حيث صنع تاريخه، وقرر أن يستكمل أسطورته في ليفربول، المدينة التي أحبته كما لم تحب نجمًا من قبل.
رفض الأموال الخليجية، والعروض الأوروبية المغرية، وفضّل أن يبقى الرمز والقدوة والملهم، في زمن باتت فيه القيم تتهاوى تحت وطأة الدولار واليورو.
قال نعم للوفاء، ولا للغرور.
نعم للاستمرار في القمة، لا للركض خلف المجهول.
نعم لتاريخ يُكتب بحروف الإنجازات، لا لعقود تنتهي بانتهاء الصفقات.
في زمن الحسابات المعقدة، اختار محمد صلاح البساطة والعُمق، وذكّرنا جميعًا بأن الطموح لا يُباع، وأن الحلم لا يُؤجر، وأن العطاء لا يكون مشروطًا بعدّاد المال.
وبين “نعم” و”لا” وقف محمد صلاح.. ليؤكد أنه ما زال النجم الأوحد الذي نفاخر به الدنيا كلها.
برافو محمد صلاح.. لقد علّمتنا من جديد أن الأصل لا يُشترى.