نكتب اليوم ، ليس في مجال الرياضة كما هو معتاد ،بل نتحدث عن قضية تكمن فى الخطوة الشجاعة، التي اتخذتها دولة جنوب افريقيا برفع قضية امام محكمة العدل الدولية ضد إسرائيل لوقف العدوان على الشعب الفلسطينى بقطاع غزة ،إن دلت تدل على القيم والاخلاق ، وتعد صرخة انسانية هامة لوقف العدوان، وتمثل انحيازا للعدالة الانسانية ومحاولة لرفع الظلم عن ضحايا المجازر الدموية، وسياسات التطهير العرقي.
هنا نرفع القبعة الى دولة جنوب إفريقيا ، وتثمن عاليا الخطوة الجريئة التي اتخذتها، برفع هذة الدعوى لاتخاذ قرار ملزم بوقف حرب الابادة التي تواصلها دولة الاحتلال منذ أكثر من مائة يوم على قطاع غزة والضفة الغربية، والتي خلفت اكثر من 80 الف شهيد وجريح، وتشريد زهاء مليوني مواطن اضافة الى تدمير المباني الذي خلف اضرارا كلية او جزئية لحوالي 70% من المباني ولم تعد صالحة للسكن ناهيك عن حرب التجويع، ومنع ادخال المساعدات الاغاثية، واستهداف القطاع الصحي، والمؤسسات المدنية والدولية العاملة في قطاع غزة على وجه الخصوص .
فى المقابل نجد دول كبرى، ومنها الولايات المتحدة الامريكية بجلالة قدرها وبريطانيا والمانيا وفرنسا يتشدقون بالحريات والعدالة وحقوق الانسان واذا اعتدى انسان على كلب تقام الدنيا ولا تقعد ولكن اعتداء اسرائيل على شعب باكمله تختفي حقوق الانسان وتظهر شعارات براقة ( دفاع عن النفس ،) اي دفاع عن النفس معتدي غاصب اصبح المتحكم والمسيطر ،على الامور كلها واهل البلد يدافعون عن ارضهم وعرضهم اصبحوا معتدين انقلبت الاية واصبح المدافع عن ارضه ارهابي والمغتصب مجنى عليه وظهرت الحقيقه كاملة امام المتشدقون بالحريات وحقوق الانسان والديمقراطية وتساقطوا في عيون شعوبهم بعد تصويت الامم المتحدة اكثر من مرة بالاجماع لصالح فلسطين ولكنهم عاجزون عن تنفيذ اي قرار لان الولايات المتحدة تستخدم حق الفيتو اكثر، من مرة لصالح اسرائيل في تحدي سافر لدول العالم.
المعتدي يمتلك القوة والسلاح ضد صاحب الارض الاعزل الذي تنتهك حرماته وتقتل اطفاله وتهدم منازلهم امام أعين العالم أجمع ولا يتحرك أحد خوفا من الهيمنة الامريكية وصبيانها والعالم كله على مسمع ومراى ولم يتحرك.
تحية إجلال واكبار لدولة جنوب أفريقيا ،ولمحكمة العدل الدولية حيث تم عرض القضية الفلسطينية لشعب تعرض لعنف وقمع ممنهج على مدار 76 عام ومنذ عام 2004 واسرائيل تمارس حصار كامل على المدنيين في غزة ،ومن يوم 7 اكتوبر الى يومنا مر أكثر من 100 يوم على حرب الإبادة والعالم مازال عاجزاً امام كيان صهيوني فوق القانون متحديا الجميع بمواصلة قتل الاطفال والنساء وارتكاب جرائم حرب ومجازر في حق الانسانية واستهداف المدنيين والمستشفيات والمدارس والجوامع والكنائس وسيارات الاسعاف والطرق وبنيامين نتنياهو يده ملطخة بدماء 24 الف شهيد في غزه و 200 من موظفي الامم المتحدة وتدمير اكثر من 70% من المباني السكنية، وتهجير مليون ونصف من سكان القطاع يهيمون في العراء بلا غذاء ولا ماء ولا دواء ومع ذلك صامدون صمود الرجال الاقوياء وهم عزل امام الترسانة العسكرية الغاشمة برعاية امريكية الى درجة ان الشعوب في امريكا وبريطانيا وفرنسا قاموا بمظاهرات تعاطفا مع اطفال غزه منددين بوقوف الحرب ضد الاطفال والنساء واصبحت المسيرات، تجوب عواصم المدن العالمية تضامنا مع الحق الفلسطيني وهذا انتصار جديد لاحياء القضية الفلسطينية.
أعلنت اسرائيل كذبا انها لا تقوم بابادة جماعية وليس لها علاقة بمنع دخول المساعدات وتقول ان السبب في عدم دخول المساعدات السلطات المصرية واتهمتنا صراحة امام المحكمة العدل الدولية وانها ليست لها اى صلة بمعبر رفح ويفتضح كذبها، امام بلينكن والمسؤولين الاجانب الذين كانوا يزورون معبر رفح حيث زاره رئيس وزراء بريطانيا والنرويج و المجر والامين العام للامم المتحدة والمدعي العام لمحكمة العدل الدولية كل هؤلاء شاهدوا على الطبيعة ان مصر تعمل على إيصال المساعدات الى غزه والمانع هو الكيان الصهيوني.
نهايه كلمتي انقل كلمة على لسان سيريل راما فوزا رئيس جمهورية جنوب افريقيا ،الذي قال لم اشعر بالفخر كما اشعر به الان قال ان الخطوة التي اتخذناها محفوفة بالمخاطر ونحن بلد صغير ولدينا اقتصاد صغير قد يهاجموننا ولكننا، سنظل متمسكين بمبادئنا ولن نكون احرارا حقا ما لم يتحرر الشعب الفلسطيني وللحديث بقية.