عشنا خلال الأيام الماضية مشاهد إنسانية نفتقدها كثيرًا؛ لحظات امتلأت بالحب والترابط بين جماهير الكرة المصرية، أهلاوية وزملكاوية وكل الألوان، في عزاء النجم الراحل محمد صبري..وتعشمنا أن تكون تلك اللحظة بداية لطي صفحات سوداء وفتح صفحة جديدة عنوانها الاحترام والمودة والمنافسة الشريفة.
لكن لم تمر سوى ساعات حتى فوجئنا بتصريحات غير مسؤولة من أحد القيادات داخل بنك وطني مهم، تصريحات ضربت بكل هذا التعافي المجتمعي عرض الحائط، وتحدثت — حتى لو قيل لاحقًا إنها جاءت على سبيل «المداعبة» — بصيغة لا تليق عن جماهير الأهلي المحترمة، بل وطالت التعليم المصري أيضًا .. بينما الحقيقة أن الأهلي «مش بايظ» والتعليم «مش بايظ».
غضبي لم يكن لأن الحديث طال الأهلي فقط، بل لأن المبدأ واحد: لو كان الأمر معكوسًا وخرج نفس التصريح ضد جماهير الزمالك أو أي نادٍ آخر، لكان رفضي هو نفسه .. فالمسؤول الحكومي، خاصة من يشغل منصبًا خدميًا، يجب أن يكون بعيدًا كل البعد عن أي ميل أو تحزب أو تعصب .. ولا يُعقل أن يصدر عنه انتقاص أو إساءة لأي فئة من المواطنين.
والسؤال هنا: ماذا لو ردّت الجماهير التي تعرضت للإساءة بمقاطعة البنك أو المؤسسة؟ هل سيكون ذلك مفيدًا للقطاع الذي يمثلونه أو للاقتصاد المصري عمومًا؟ نحن لا نحتاج إلى زعزعة ولا إلى شرخ جديد في مجتمع يبحث عن الهدوء.
جماهير الأهلي غاضبة — والغضب مفهوم — ولن أكرر ما قيل لأنه لا يليق ذكره..لكن المؤكد أن مؤسسات الدولة يجب أن تقف على مسافة واحدة من الجميع، وألا تنجر إلى مهاترات أو صغائر نحن في غنى تام عنها.
كنا نطمح أن تسود الروح الرياضية في فترة حرجة تحتاج فيها مصر لمزيد من التكاتف والاستقرار، ويحتاج فيها منتخب مصر إلى دعم وِحدة واحدة قبل بطولة كأس الأمم الأفريقية.








