احتفال ذهبي وأسرار لا تنتهي، عن حرب أكتوبر فرغم مرور 50 عاما إلا أنها لم تبح بكل أسرارها بعد ومهما مرت السنين ستظل منبعا، للدروس وحكايات الأبطال التي لا تنتهي.
فخور بمشاركتي في حرب الكرامة، وفي شهر أكتوبر من كل عام تشتعل مشاعري فرحا وزهوا بما سطرناه من تاريخ ومن واجبي ،إعادة نشر بعض المواقف التي عاصرتها حتى يتعلم شبابنا قيمة الوطن والتضحية من أجله.
قمت بتأدية الخدمة الوطنية في مطار طنطا العسكري وكنت ضابط احتياط وكنا نعمل بإصرار وعزيمة في تجهيز المطار وإصلاح الأضرار، التي تنجم عن هجوم العدو و نجحنا في تحقيق أرقام قياسية بتأهيل ممرات الطائرات وانشائها في أقل من 8 ساعات حتى يتمكن الطيران من التحليق وتنفيذ، خطة الانتصار وأثناء الحرب سقطت إحدى القنابل ولكنها لم تنفجر وكان لابد من التعامل معها وفي العمل مع مجموعة لإصلاح الأضرار ذهبت مأمورية عاجلة لسحب القنبلة والتعامل معها في مكان آخر وكان الرقيب عجلان، ضمن هذه المأمورية في ظل وجود عربة مخصصة لسحب القنبلة وبعد ربط القنبلة في الواير بالفعل وقبل تحرك السيارة أراد الشهيد البطل عجلان التأكد من ربط القنبلة جيدا في الواير وبمجرد أن اقترب انفجرت، القنبلة ليلقى ربه شهيدا وتتبقى لنا ذكرى عطرة عن الإخلاص وحب الوطن.
موقف آخر هو موقف شعبي فكما هو معروف أن الأرض في طنطا طينية حول ،المطار ومع كل هجوم وإثر الانفجارات تغطي الأتربة والطين الممرات مما يستدعي عمل سريع وشاق لرفع الطمي ،وإعادة تأهيل الممرات حتى يتسنى للطائرات أن تقلع وأتذكر أننا كنا نرى جحافل من الشعب المصري وسيارات نقل تهرع للمساعدة غير عابئين، بالمخاطر لمساعدتنا بالجهد والمعدات التي يمتلكونها لرفع أي حطام أو طمي من الممرات في دقائق .
الموقف الثالث كان غاية في التعقيد ،وملئ بالعبر فقد سقطت قنبلة وتم التعامل معها لتفجيرها ولكنها لم تنفجر بما يؤكد أنها غير صالحة، وتم التعامل مع الأمر على هذا الأساس وفي يوم 30 أكتوبر عام 74 أي بعد عام من الحرب وفي إطار عمليات ،حفر وتطهير دورية انفجرت القنبلة واستشهد 5 أبطال منهم اثنين من بلدة واحدة بل من عائلة وبيت واحد.
كل عام ومصرنا العزيزة، بكل خير.. كل عام وفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي وجيش مصر العظيم بخير.