وقف الخلق ينظرون جميعًا كيف أبني قواعد المجد وحدي.. وبناة الأهرام في سالف الدهر كفوني الكلام عند التحدي.. أنا تاج العلاء في مفرق الشرق ودراته فرائد عقدي.
نعم، هذا هو حال مصر اليوم، وهي تُبهر العالم من جديد في افتتاح المتحف المصري الكبير، هذا الصرح الفريد الذي يروي قصة وطنٍ كتب التاريخ بحضارته، وها هو اليوم يُعيد تقديم نفسه للعالم بصورةٍ تليق بعظمة أجداده وبهاء تاريخه.
ما تابعناه من تنظيم مبهر ورؤية راقية لا يُمكن وصفه إلا بأنه عمل وطني استثنائي، جسّد إدارة واعية تُدرك قيمة مصر ومكانتها في قلوب الملايين. فقد جاء الافتتاح ليؤكد أن مصر ما زالت – كما كانت دائمًا – وجه الحضارة المشرق، وقبلة العالم في التراث والثقافة والجمال.
المتحف المصري الكبير ليس مجرد مبنى أو معرض للآثار، بل هو رمزٌ لإرادة أمة لا تعرف المستحيل، وإثبات جديد على أن المصريين حين يقررون الإنجاز، فإنهم يفعلونه على أكمل وجه، وبما يُبهر العالم.
إنه مشروع يفخر به كل عربي، لأنه يحمل بين جدرانه قصة الإنسان المصري الذي بنى، وصنع، وأبدع، ولا يزال يكتب فصولًا جديدة من المجد.
مبروك لمصر.. مبروك للرئيس عبد الفتاح السيسي الذي قاد برؤية وطنية واعية مسيرة البناء والتطوير، ومبروك لشعب مصر العظيم الذي يثبت كل يوم أنه شريك في صناعة المجد.
ولعلني، وأنا أكتب هذه السطور، أستعيد واحدة من أجمل وأصدق لحظات حياتي عندما كنت أحد الجنود الذين شاركوا في ملحمة نقل تمثال رمسيس عام 2006 من ميدانه الشهير إلى موقعه الحالي في مدخل المتحف المصري الكبير.
كنا نعلم حينها أننا نعيش حدثًا تاريخيًا بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وأننا نؤدي مهمة وطنية بكل الفخر والمسؤولية تحت إشراف المهندس إبراهيم محلب، رئيس الوزراء الأسبق ورئيس شركة المقاولون العرب وقتها، والذي حمل هذه الأمانة وقاد الفريق بكفاءة وإخلاص حتى خرجت العملية للنور وسط دهشة وإعجاب العالم.
إنها ذكرى لا تُنسى، وحكاية سيحكيها التاريخ طويلًا عن إرادة المصريين وقدرتهم على تحقيق المستحيل. واليوم، ونحن نرى المتحف في أبهى صوره، نشعر بأننا كنا جزءًا من ملحمةٍ وطنيةٍ ستظل فخرًا لكل من ساهم فيها.
إن مصر كانت وما زالت منارةً للتراث والثقافة والإنسانية، وكل مرحلة من مراحل إنجاز هذا الصرح العظيم تكتب سطرًا جديدًا في كتاب المجد المصري الذي لا تنتهي فصوله.
ولأن الحضارة لا تُبنى بالحجارة فقط، بل بالعقول والقلوب، فإن مسؤوليتنا اليوم أن نغرس في أبنائنا حب الوطن وقيمة الانتماء، وأن نُعلمهم تاريخهم ليعرفوا قدر أجدادهم، وليواصلوا هم أيضًا كتابة قصة مصر الخالدة.
فليكن المتحف المصري الكبير شاهدًا على عظمة وطنٍ يبني تاريخه من جديد، ويُهدي الإنسانية درسًا جديدًا في الإبداع والخلود.









