✍️ محمد الشريف – ايجيبت سكور
في وقت لا يحتمل المفاجآت، قرر محمد مصيلحي أن يلقي بالقنبلة رئيس نادي الاتحاد السكندري تقدم باستقالته، تاركًا وراءه علامات استفهام لا تنتهي وموسمًا في مفترق طرق.
نعم، هي استقالة جاءت من العدم، تمامًا كما كنا نحاول أن نضمد جراح الخروج الصادم من سباق الدوري، وقبل أيام من خوض نهائيات بطولة “BAL”، التي تمثل الحلم القاري الأكبر لسلة الاتحاد. فماذا تبقى من الحلم؟ وأي روح ستلعب بها الفرق بعد هذا القرار الذي أربك المشهد كله؟
توقيت لا يُغتفر
في كرة القدم يقولون إن التوقيت أهم من القرار نفسه، فما بالك عندما تتحدث عن نادٍ بحجم الاتحاد السكندري، يعيش لحظات حرجة على كل المستويات؟
فريق كرة القدم يحتاج إلى “إحلال وتجديد”، وأسواق الانتقالات لا تنتظر أحدًا، بل تتحرك بسرعة لاقتناص الصفقات مبكرًا. في حين يدخل زعيم الثغر الآن في دوامة البحث عن بديل للرئيس، أو انتظار قرار بتشكيل مجلس مؤقت، أو ربما العودة عن الاستقالة من الأساس. كل هذا الجدل الإداري في وقت يفترض فيه أن تكون الرؤية واضحة، والقرارات حاسمة.
الجمهور الضحية الدائمة
وسط هذا كله، يظل جمهور الاتحاد هو الخاسر الأكبر. جمهور عاشق لا يطلب سوى الاستقرار والطموح، لكنه دائمًا ما يُفاجأ بقرارات تكسر المعنويات.
هل يمكن أن نتساءل: لماذا في كل مرة يُدفع هذا الجمهور إلى حافة اليأس؟ لماذا دائمًا تأتي الانهيارات من داخل النادي، لا من خارجه؟
كلمة أخيرة
قد تكون لمصيلحي مبرراته، وقد يكون قد قدّم الكثير، ولا أحد ينكر أن له بصماته، ولكن في النهاية، المسؤولية لا تتعلق فقط بما قُدم، بل أيضًا بكيفية الرحيل.
والرحيل في لحظة حرجة كهذه، دون تمهيد أو ترتيب لما بعدها، لا يمكن وصفه إلا بأنه خطوة غير محسوبة.
الكرة الآن في ملعب من تبقى داخل أسوار النادي. فإما أن يتحرك الجميع لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، أو أن يستعد جمهور الاتحاد لصيف طويل من الفوضى.
يبدو أن محمد مصيلحي استلهم خطوته من المشهد البورسعيدي مؤخرًا، حيث تقدم كامل أبو علي رئيس النادي المصري باستقالته، لتشتعل الأجواء في المدينة الباسلة، قبل أن يتراجع عنها بعد ضغط جماهيري وإداري كبير. فهل يسير مصيلحي على نفس النهج؟ وهل سنشهد تراجعًا دراميًا مشابهًا، أم أن القرار هذه المرة نهائي ولا رجعة فيه؟