في وقت تعاني فيه الفرق الرياضية بنادي الزمالك من تراجع النتائج وضعف الدعم المالي، تكشف كواليس المنظومة الإعلامية بالنادي عن أرقام ضخمة تُصرف شهريًا دون أي مردود ملموس على أرض الواقع.
في اجتماع مجلس الإدارة الأخير، صدر قرار رسمي بتعيين محمد الجبالي، بمنصب إداري في المنظومة الإعلامية براتب شهري يبلغ 50 ألف جنيه، رغم اعتراض صريح من خمسة أعضاء بالمجلس، إلا أن القرار نُفذ وسيبدأ صرف راتبه بداية مارس المقبل.
اللافت أن عمرو خفاجي، رئيس المنظومة الإعلامية المعين منذ فبراير 2024، أعلن رفضه القاطع لهذا التعيين، وامتنع عن الرد على اتصالات أعضاء المجلس منذ أسبوعين، متمسكًا بموقفه بعدم التعاون مع الجبالي نهائيًا.
في محاولة لاحتواء الأزمة، لجأ المجلس إلى تعيين ماهر غريب نائبًا لرئيس المنظومة براتب ضخم يصل إلى 100 ألف جنيه شهريًا، بهدف إرضاء خفاجي وإقناعه بالتعامل مع المنظومة رغم خلافاته.
الغريب أن ماهر غريب، الذي قضى سنوات طويلة في مؤسسة إعلامية خارج مصر، لا يمتلك شبكة علاقات فعالة مع وسائل الإعلام المحلية، ما يثير التساؤلات حول جدوى هذا التعيين الكبير.
الأرقام تزداد صدمة مع الكشف عن رواتب خفاجي نفسه، إذ يتقاضى 350 ألف جنيه من الزمالك بخلاف 100 ألف جنيه أخرى من “المتحدة” بصفته رئيس قناة النادي، ليصل إجمالي دخله الشهري إلى 450 ألف جنيه دون أن تظهر أي بوادر لتطوير حقيقي في الإعلام الزملكاوي أو قنواته الرسمية على مدار عام كامل، والأدهى من ذلك، ارتباط خفاجي بهاني شكري من خلال شراكة في وكالة إعلانية!.
صراعات ومجاملات على حساب الزمالك… أين مصلحة النادي؟
ووسط حالة من الغضب بين الجماهير والمحبين للزمالك، تزداد التساؤلات حول الأسباب الحقيقية وراء الإنفاق الضخم على المنظومة الإعلامية دون تحقيق أي مردود فعلي أو تحسين في صورة النادي إعلاميًا. فالأزمات تتوالى، والصراعات الداخلية تُلقي بظلالها على كيان يبحث عن الاستقرار وسط فوضى القرارات.
قرار تعيين الجبالي الذي أثار انقسامًا واضحًا بين أعضاء المجلس كشف عن عمق الخلافات، خاصة مع تهديدات هاني شكري بالتصعيد، ورفض خفاجي التعاون مع الجبالي بشكل قاطع، في وقت تحاول فيه الإدارة امتصاص الغضب بتعيينات إضافية مكلفة كخطوة للترضية لا أكثر.
الأمر لا يتعلق فقط بالاختيارات، بل بالنتائج على الأرض. قناة النادي لم تشهد أي تطوير حقيقي طوال العام الماضي رغم المبالغ الطائلة المصروفة، وصفحات السوشيال ميديا التي تتلقى ميزانية ضخمة تفشل في تقديم محتوى مؤثر يتفاعل معه الجمهور أو يدعم النادي إعلاميًا، مقارنة بما كانت عليه في عهود سابقة.
الغريب أن التعيينات الأخيرة، بدلًا من أن تُحل الأزمة، زادت من حالة الاحتقان داخل المجلس، خاصة مع تحذيرات بعض الأعضاء من أن هذه القرارات ستفتح الباب لمزيد من الانتقادات الجماهيرية والإعلامية، في وقت تتراجع فيه نتائج الفرق الرياضية وتغيب الصفقات الكبرى عن الفريق الأول لكرة القدم.
الأنباء القادمة من داخل القلعة البيضاء تؤكد أن هناك ضغوطًا تُمارس على المجلس لإعادة النظر في هذه التعيينات وإجراء مراجعة شاملة للمصروفات، لكن حتى الآن، لا يبدو أن هناك نية حقيقية لإصلاح الوضع، بل مزيد من الترضيات والمجاملات التي تستهلك ميزانية النادي دون طائل.