✍️ كمال سعد
ما حدث في خسارة منتخب مصر تحت 20 سنة برباعية قاسية أمام سيراليون لا يمكن أن يمر مرور الكرام، ليس فقط لنتيجة المباراة، بل لأن ما ظهر على أرض الملعب كان انعكاسًا حيًا لمنظومة متهالكة، لا تمتلك أدوات الإدارة أو الرؤية، ويقودها جهاز فني عاجز، لا يجيد سوى التبرير.
الاتحاد المصري لكرة القدم أثبت مرة أخرى عجزه عن التعامل مع الملفات الفنية للمنتخبات، خاصة على مستوى المراحل السنية، حيث غابت المحاسبة، وافتقدت القرارات للشفافية، وجاء اختيار الجهاز الفني بقيادة أسامة نبيه بعيدًا عن المنطق الفني، ودون النظر للكفاءة أو السجل التدريبي، وكأن الغرض فقط هو ملء المقاعد.
الجهاز الفني الحالي لا يملك حلولًا فنية، ولا يظهر عليه أي ملامح لفكر تدريبي قادر على التعامل مع مباريات بهذا المستوى، فالفريق بلا هوية داخل الملعب، وبلا ردة فعل خارج الملعب، وكل شيء يُترك للظروف وأقدام اللاعبين، دون منظومة أو تنظيم.
وسط هذا المشهد المظلم، برزت حالة واحدة فقط تستحق الإشادة، وهي موقف الكابتن علاء نبيل، المدير الفني للاتحاد، الذي ظهر خلال اللقاء الأخير وهو في قمة الغضب والانفعال الحقيقي على الأداء والنتيجة، في لقطة كشفت أن الرجل الوحيد الذي يشعر بقيمة الشعار ويعمل بضمير، لم يكن على مقاعد الجهاز الفني، بل كان جالسًا في الظل يراقب ويتألم.
علاء نبيل، بخبرته وفهمه للكرة، يعلم أن ما يحدث لا علاقة له بالمنتخب الوطني، بل هو إهانة لاسم كبير بحجم منتخب مصر، ويبدو أنه الوحيد داخل المنظومة الذي لا يكتفي بالصمت أو المجاملة، بل يتابع ويحاسب نفسه ويحترق حزنًا على واقع بات مؤلمًا.
أما اللقاء الذي جمع رئيس الاتحاد المهندس هاني أبو ريدة بلاعبي المنتخب عقب صلاة الجمعة، فكان مجرد تكرار للمشهد الاستهلاكي المعتاد: كلمات تحفيزية، تأكيد على الثقة، وأمثلة من الماضي، لكن لا أثر لها على الأرض، لأن الأزمة أعمق من مجرد حديث غرف الملابس.
منتخب بلا شخصية فنية، واتحاد بلا قرارات حاسمة، وجهاز فني يفتقد للفكر والحلول، ومؤسسة لا تعترف بالفشل ولا تحاسب المقصرين، هي العناصر الحقيقية وراء ما نشاهده من تراجع وانحدار في الأداء والنتائج.
الحديث عن الروح وحده لا يصنع انتصارات، والاعتراف بالأخطاء هو أول الطريق للإصلاح، لكن في ظل هذا الصمت الرسمي، ستتكرر نفس الكوارث، وربما لن يكون هناك من يغضب أو يتألم سوى رجل واحد اسمه علاء نبيل.