محمد محمود
في أقل من أسبوعين، نجح أحمد حسام “ميدو” في إحداث فارق حقيقي داخل نادي الزمالك، بعدما أدار ملف التعاقدات باحترافية شهد لها الجميع، وسط ميزانية محدودة وضيق في الوقت.
ما فعله ميدو في تلك الفترة القصيرة يطرح سؤالًا مهمًا: هل الأزمة الحقيقية في الزمالك تتعلق بالإمكانات، أم أن المشكلة تكمن في طريقة الإدارة واتخاذ القرار؟
ميدو .. صفقات مدروسة وتفاوض بارع
رغم الصعوبات المالية، استطاع ميدو إقناع المدرب البرتغالي جوزيه بيسيرو بالقدوم للجهاز الفني مقابل 70 ألف دولار فقط، بعدما كان يطلب 110 آلاف دولار، كما أنهى اتفاقه مع لاعبين مميزين بأرقام تُعتبر “صفقات ذكية” في سوق الانتقالات.
•زادي سيري: كان ناديه يطلب 3 ملايين دولار، لكن ميدو حسم الصفقة بمليون ونصف دولار فقط، إضافة إلى 450 ألف دولار راتب سنوي.
•ألجفالي (موهبة الاتحاد المنستيري): نجح في الحصول عليه رغم اعتراض جماهير ناديه، مقابل 500 ألف دولار تُدفع على قسطين.
•سيدي نداي: تم الاتفاق معه مقابل 200 ألف دولار فقط.
•مدافع مغربي بارز: أنهى الاتفاق معه بـ200 ألف دولار، رغم كونه أحد أبرز مدافعي الدوري المغربي.
•جيفرسون كوستا: انضم للزمالك مقابل 250 ألف دولار.
•محمود جهاد (فاركو): كان ناديه يطلب 50 مليون جنيه، لكن ميدو حسم الصفقة بـ30 مليون فقط، بينما مجلس الإدارة دفع 30 مليونًا في لاعب آخر لا يُقارن به.
الزمالك .. السرية والانضباط مقابل العشوائية والتسريبات
كان واضحًا أن ميدو يفضل العمل في هدوء، بعيدًا عن التسريبات التي دائمًا ما تُفسد الصفقات في الزمالك. جميع الاتفاقات كانت تُعقد بسرية تامة، ولم تخرج الأخبار إلا بعد حسم كل شيء، على عكس ما يحدث عادةً داخل النادي.
لماذا أُجهض مشروع ميدو؟
الأزمة الأكبر لم تكن في المفاوضات أو اختيار اللاعبين، ولكن في قرارات الإدارة، التي أوقفت بعض الصفقات، ورفضت مثلاً فسخ عقد ميشالاك رغم تكلفته العالية (مليون دولار). في النهاية، لم يُكتب لميدو الاستمرار رغم نجاحه الواضح.
الخلاصة من ايجيبت سكور :
أسبوعان فقط كشفا أن الزمالك لا يعاني من نقص في الأموال بقدر ما يعاني من سوء إدارة الموارد واتخاذ القرار.
لو كان ميدو استمر، ربما كان الفريق خرج من أزمته الحالية، لكن السؤال الذي يطرح نفسه: هل المشكلة في الأفراد، أم في النظام نفسه؟