✍️ محمد الشريف – ايجيبت سكور
عند الحديث عن الأساطير في كرة القدم المصرية، تبرز أسماء عديدة، لكن يبقى السؤال: هل يتم تحديد الأسطورة بناءً على الإنجازات الحقيقية، أم أن الإعلام له دور في صناعة الأبطال؟
أحمد حسام ميدو، اللاعب المصري الذي احترف في أقوى الدوريات الأوروبية، وواجه أعظم نجوم العالم، يظل نموذجًا للاعب العالمي الذي رفع اسم مصر في المحافل الكبرى.
على الجانب الآخر، هناك محمود الخطيب، الذي لم يخرج من الدوري المصري، ولعب طوال مسيرته في بيئة كروية لم تشهد الاحترافية الحقيقية، وكان الدوري المصري وقتها يعتمد بشكل كبير على عوامل خارج المستطيل الأخضر، منها مزاج السادات نفسه كما يُقال.
المقارنة بين ميدو والخطيب قد تبدو غير عادلة، فميدو واجه نجومًا عالميين في أندية مثل أياكس، توتنهام، روما، ومارسيليا، بينما اكتفى الخطيب بالمنافسة المحلية، في دوري تتحكم فيه الأهواء وظروف التحكيم.
ورغم ذلك، نجد الإعلام المصري يرفع اسم الخطيب إلى مصاف الأساطير، بينما يتم تجاهل إنجازات ميدو والتقليل منه.
الإعلام المصري، الذي يسيطر عليه توجه معين، كان له الدور الأكبر في الترويج لأساطير من نادٍ بعينه، بينما تجاهل لاعبين صنعوا المجد الحقيقي خارج حدود مصر، مثل ميدو. والأغرب أن جمهور الأهلي الذي يهاجم ميدو ويوصفه بأسوأ الأوصاف، هو نفسه الذي يعتبر صالح سليم “أسطورة”، رغم أن تاريخه داخل الملعب لا يقترب مما قدمه ميدو على المستوى الدولي.
القضية ليست فقط في ميدو والخطيب، بل تمتد إلى العديد من اللاعبين، حيث يتم التقليل من قيمة نجوم الزمالك محليًا، بينما يتم تضخيم لاعبي الأهلي، حتى وإن لم يحققوا نصف الإنجازات الحقيقية.
خير مثال على ذلك أشرف بن شرقي وإمام عاشور، اللذان كانا يُهاجمان بقوة أثناء وجودهما في الزمالك، لكن بمجرد انتقالهما لأندية أخرى، أصبحا نجومًا وأسطوريين في نظر نفس الإعلام.
الخلاصة، حسام ميدو سيظل علامة فارقة في تاريخ الكرة المصرية، كأول لاعب مصري يحترف في أعلى المستويات الأوروبية، بينما يظل الخطيب أسطورة محلية صنعها الإعلام والجماهير المتعصبة.
في النهاية، يبقى السؤال: من هو الأسطورة الحقيقية؟ اللاعب الذي واجه عمالقة أوروبا، أم الذي لعب محليًا في دوري كان مزاج الحكام والإعلام يتحكم فيه؟