تحليل: محمد محمود
في واحدة من أبرز الملفات المثيرة للجدل داخل القلعة الحمراء، تلوح في الأفق علامة استفهام كبيرة ،تكمن في : كيف أنفق الأهلي 820 مليون جنيه على صفقات لم تحقق المرجو منها؟ سؤال يتردد بقوة بين جماهير النادي، بل ويطرح تساؤلات أوسع: هل ما حدث يُعد إهدارًا صريحًا للمال العام؟ أم أن هناك خفايا أخرى لم تُفهم بعد في هذه المنظومة؟
أولاً: حجم الصفقات مقابل المردود
حين تتجه الأنظار إلى أرقام التعاقدات، نجد أن الأهلي خلال السنوات الأخيرة أبرم صفقات بمبالغ ضخمة، سواء على مستوى اللاعبين المحليين أو المحترفين الأجانب. لكن النتيجة داخل الملعب لم تعكس هذه الاستثمارات.
- لاعبون جاءوا بأرقام فلكية، لكنهم لم يشاركوا سوى في مباريات قليلة.
- أسماء وُصفت بالـ”صفقات الكبرى”، لكنها لم تقدم بصمة فنية حقيقية أو تُحدث الفارق.
ثانيًا: هل نحن أمام خلل في التقييم الفني؟
الصفقة ليست مجرد توقيع، بل رؤية متكاملة تبدأ من لجنة الكرة، مرورًا بالمدير الفني، وانتهاءً بالإدارة.
لكن ما حدث يوحي بأن هناك خللًا واضحًا في بعض عناصر هذا المسار:
- هل تمت الصفقات بناءً على تقارير فنية حقيقية؟
- هل كانت هناك ضغوط تسويقية أو إعلامية دفعت للتعاقد مع أسماء معينة؟
- هل كان التعاقد مع بعض اللاعبين لمجرد “الرد” على صفقات المنافسين؟
كلها أسئلة تُظهر أن عملية الاختيار لم تكن دومًا محكومة بمعايير فنية صارمة، بل ربما تسللت العشوائية والارتجال أحيانًا إلى قرارات التعاقد.
ثالثًا: المال العام.. والمسؤولية الغائبة
حين نتحدث عن 820 مليون جنيه، فنحن لا نتحدث عن رقم عابر. نحن أمام ميزانية يمكن أن تغير شكل قطاع كامل داخل النادي. والسؤال الذي يفرض نفسه:
من يُحاسب على هذه النفقات؟ ومن يتحمل مسؤولية سوء الاختيار أو عدم المتابعة؟
- الأهلي ليس نادٍ صغير. هو مؤسسة بحجم دولة داخل الدولة، وميزانيته أقرب للميزانيات الحكومية، وبالتالي يجب أن يكون هناك رقابة داخلية صارمة على كل قرار مالي.
- الجماهير هنا ليست مجرد “مشجع”، بل هي مساهم حقيقي في هذا الكيان، ومن حقها أن تسأل: أين ذهبت الأموال؟ ولماذا لم نرَ نتائج توازي ما تم إنفاقه؟
رابعًا: هل من أمل في التصحيح؟
رغم أن الواقع صادم، إلا أن الفرصة لا تزال قائمة لإعادة النظر في المنظومة:
- مراجعة شاملة لكيفية التعاقدات.
- إعادة هيكلة لجنة الكرة، ووضع ضوابط واضحة لآلية اختيار اللاعبين.
- تفعيل مبدأ المحاسبة داخل الإدارات، حتى لا تمر التجاوزات مرور الكرام.
خلاصة التحليل:
ما حدث داخل الأهلي خلال السنوات الماضية لا يمكن أن يُفهم ببساطة على أنه “سوء حظ” أو “عدم توفيق”. نحن أمام واقع يشير إلى هدر مالي بمئات الملايين، دون تحقيق مقابل فني أو بطولي يليق باسم النادي.
السؤال الآن لم يعد: من اللاعب الذي فشل؟ بل:
من سمح بهذا الفشل؟ ومن يراجع ما يُصرف داخل واحدة من أكبر مؤسسات الكرة في الوطن العربي؟
الأهلي مطالب اليوم بالوقوف أمام نفسه.. بكل شفافية ، لأن استمرار هذا النزيف المالي والفني دون محاسبة هو جريمة بحق تاريخ النادي ومستقبله.
يقدم ايجيبت سكور، جميع الصفقات التي قام النادي الأهلي بضمها في فترات انتقالية مختلفة، سواء من أندية محلية أو خارجية، ومنهم من استمر في الفريق ومنهم من خرج على سبيل الإعارة أو تم بيعه لاحقًا.
قائمة مجمعة للصفقات التي ضمها الأهلي:
- برونو سافيو
- محمد الغاوي كريستو
- أحمد القندوسي
- مصطفى سعد ميسي
- يوسف ليمان
- شادي حسين
- أليو بادجي
- حسام حسن
- أنتوني مودست
- مصطفى البدري
- لويس ميكيسوني
- محمد محمود
- والتر بواليا