ذكرى جديدة واحتفالات استثنائية، بيوم العزة والكرامة وهو يوم السادس من أكتوبر والذي نحتفل باليوبيل الذهبي له ومرور 50 عاما على التاريخ الأهم في سجل مصر العزيزة فلم تكن حرب أكتوبر ،مجرد معركة عسكرية على الأرض أو صراع سياسي بل كانت ملحمة تاريخية، عسكريا وشعبيا وسياسيا سطرها أبطالنا وجنودنا فهي بدون مبالغة، أبرز أحداث القرن الماضي.
وكما اعتدت أن أشارك ،في إحياء الذكرى الرائعة ووضع صورة مما شاهدته وعاصرته أثناء مشاركتي في حرب أكتوبر المجيدة أتذكر معكم اليوم نقطة من بحر البطولات والذكريات الأسطورية والتي كنت شاهدا عليها .
انت كان لي الشرف في ،المشاركة في معركة حرب الكرامة والعزة كما أحب أن أطلق عليها فقد كنت أحد الرجال الذين رفعوا علم مصر عاليا، ورفعوا معه معنويات الشعوب العربية أجمع ولي الفخر في ذلك.
وفي هذه الذكرى التي، يحصل فيها البطل أنور السادات على حقه من التقدير أتذكر حالة صنعها البطل الراحل عندما تحدث السادات عن القنبلة المغناطيسية والبعض ظن أنها تصريحات للاستهلاك، المحلي فقط ولا يوجد تجهيزات لهذا الحد في ظل ما كان يثار عن عدم جاهزية مصر للحرب.
بعد وقف إطلاق النار حضر، الأمريكان إلى مصر ضمن لجان لفحص القنابل والتأكيد على وقف إطلاق النار وكنت أشارك وقتها في الحرب كضابط، في القوات المسلحة وكنا نتدرب على تجهيزات القنابل وبالفعل وجدنا القنبلة المغناطيسية أو الطبة المغناطيسية التي كان يتحدث عنها السادات من قبل وفوجئ الأمريكان من وجود هذه القنبلة التي، كانت تعد من الأسلحة المتطورة وكان السؤال كيف حصل عليها السادات خاصة أن ثمنها كان يصل إلى 50 الف دولار.
المثير أن السرية التي، أحاطت بهذه القنبلة وتطورها التكنولوجي المرعب جعل البعض منها لا ينفجر بسبب عدم فتح الطبة أو فتيل الأمان سهوا ووجدناها بالصدفة وراح بسببها بعض الشهداء، لأنها كانت تعطي مجال مغناطيسي كبير وكان لابد من تعامل خاص معها عند تفكيكها مثل ،عدم وجود أي معدن أو حشو أسنان حتى في الفرد الذي يتعامل معها.
كل هذا يدل على التجهيز الجيد من القيادة وقتها والاستعانة وفقا للامكانات المتاحة بأفضل السبل الممكنة ناهيك عن الإصرار والرغبة اللذان، وصلا لمرحلة الغل بين الصفوف للثأر واسترداد الأرض المحتلة وطرد العدو وأتذكر أيضا ملحمة أخرى في المطارات العسكرية عندما كنا نعمل في وقت قياسي على سد مداخن دشم حفظ الطائرات فقد عمدت إسرائيل على الاستعانة بالقنابل البلي لضرب الطيارات داخل حصونها ،وحظائرها.
وكانت القنابل تصل للحظائر من خلال هذه المداخن المفتوحة وكنا نتلقى ،التعليمات مثلا في منتصف الليل لسد هذه الفتحات قبل حلول الساعة الثامنة صباحا ،وكنا ننفذ ذلك بإصرار رهيب وسباق مع الزمن للحفاظ على تفوقنا .
حرب أكتوبر هي المواجهة الحقيقية في التاريخ الحديث وتعبر عن معدن أصيل لخير أجناد ،الارض والتحية واجبة على مر الأجيال لكل من ساهم وخطط وشارك في هذه الملحمة التاريخية.