كثر الحديث خلال الأيام الأخيرة حول التصريحات التي أطلقها الكابتن حسن شحاتة“المعلم”، المدير الفني الأسبق لمنتخب مصر وصاحب الإنجاز الأبرز في تاريخ الكرة المصرية وهو التتويج بلقب كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم ثلاث مرات متتالية أعوام 2006 في مصر، و2008 في غانا، و2010 في انجولا، وتأكيده خلال الحوار التليفزيوني الذي أدلي به لأحد البرامج الرياضية مؤخرا بفضائية معروفة.
حزنت جدا من كابتن حسام حسن “العميد” لأنه نسب انجاز الفوز بأمم أفريقيا 2006 إلى محمود الجوهري المدير الفني الراحل لمنتخب مصر وصاحب الإنجاز التاريخي لمصر في الصعود إلى نهائيات كأس العالم 1990 بإيطاليا، وكأس الأمم الأفريقية ببوركينا فاسو عام 1998، على الرغم أنني كنت قد قررت ضمه للمنتخب من أجل تكريمه، ما يعني أن ضم العميد لمنتخب مصر عام 2006 لم يكن لأنه كان يستحق ذلك بالفعل، وخصوصا في ظل تألقه آنذاك مع النادي المصري وتسجيله 15 هدفا في شباك الاندية المنافسة كما قال بعد ذلك حسام حسن، وهو الأمر الذي أغضب حسام جدا وأكد على أنه رغم حبه لحسن شحاتة إلا انه من الطبيعي أن يكون لكل إنسان قدوة أو مثل يحتذي به، وهو ما وجده في “الجنرال” الكابتن محمود الجوهري رحمه الله، والطبيعي أن يهديه الإنجاز الذي شارك في تحقيقه وهو كابتن للمنتخب، حتى لو كان تحت قيادة مدير فني آخر مثل “المعلم” حسن شحاتة .
الكابتن الجوهري كما ذكر حسام له فضل كبيرعليه كرويا وشخصيا، هو وتوأمه ابراهيم حسن، الأمر الذي لا يقلل من احترامه للمعلم وتقديره له .
الجنرال، والمعلم، والعميد، ثلاث قامات رياضية كبيرة جدا يكن لها معظم المصريين، إن لم يكن جميعهم على اختلاف انتماءاتهم كل الاحترام والتقدير، نظرا لما قدموه للكرة المصرية من عطاء خلال سنوات طوال، كلاعبين أو مدربين، وخصوصا الأول والثاني، كمال أدخلوا السعادة على قلوب الجميع، بالانتصارات المدوية التي حققها المنتخب الوطني تحت قيادتهم في حقب وفترات زمنية مختلفة، بل وكنت أحد الذين نالوا من هذه السعادة لقربي من الثلاثة بحكم عملي”الصحفي” وتغطية مسيرة العمالقة الثلاثة عن قرب، سواء الجنرال او المعلم خلال مسيرتهما التدريبية الناجحة أو العميد، كلاعب كبير جدا صاحب تاريخ مشرف وأرقام قياسية يصعب الاقتراب منها، كما شرفت بمحاورة العمالقة الثلاث أكثر من مرة ونلت شرف تغطية أهم بطولتين قارتين في تاريخ مصر، اللقب السادس عام 2006 بمصر، ثم اللقب السابع عام 2008 بغانا والتي كنت شاهدا عيان على أحداثها وتغطيتها في أدغال غانا، بأكرا، وكوماسي، وشاركت الجيل الذهبي للمنتخب فرحة الفوز باللقب، بمرافقة منتخبنا على نفس الطائرة في طريق العودة إلى القاهرة بالكأس الغالية .
ياسادة.. النجوم الثلاثة يستحقون منا كل التحية والتقدير، ولايجب أن نساهم في احداث انقساما بينهم والمساعدة في إشعال فجوة الخلافات حولهم، وخصوصا ان أحدهم قد رحل عن دنيانا“الجنرال” ويجب ان نذكره بكل الخير ،مثلما نذكر المعلم والعميد، وأعني هنا الجماهير على احتلاف انتماءاتها، وتحديدا بالسوشيال ميديا، ويجب أن يستمروا كبارا في عيوننا، لأن ثلاثتهم قامات رياضية كبيرة، وقدوة للكثير من النشء والأجيال الجديدة الذين لم يشاهدوهم لاعبين أو مدربين، بل ونتمنى أن يكون لدينا جنرال جديد، ومعلم جديد، وعميد جديد يستطيعون إدخال السعادة على قلوب المصريين الذين يحتاجون إليها بالفعل، وخصوصا في هذه الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها بلادنا الحبيبة .