مهزلة من نوع خاص شهدها الوسط الرياضي خلال الثمانية وأربعين ساعة الأخيرة، جمعت أطرافها ثلاث لاعبين دوليين سابقين، كانوا في يوم ما أصدقاء، ولكن فرقتهم المصالح التي أصبحت إسما على غير مسمى، حيث انها لا تتصالح حاليا، وخصوصا بعد أن تبوأ إثنين منهم مراكز صنع القرار في الكرة المصرية، بينما الثالث اختفى تماما من الساحة واكتفى بالتواجد كضيف في إحدى القنوات الفضائية مرة أو مرتين في الأسبوع، بينما ابتعد عن التدريب إجباريا، على الرغم انها المهنة التي يعشقها وامتهنها عقب الاعتزال ونجح فيها بجدارة .
الحكاية باختصار أن حازم إمام الملقب بـ “زوما” متعدد المواهب والمناصب، جهبذ عصره وزمانه، وأحد الحاكمين بأمره في الجبلاية، والذي يمتلك من المناصب ما لم يكن يحلم به عقب اعتزاله كرة القدم، أصبح بقدرة قادر.. عضو مجلس نواب يالتعيين، وعضو مجلس إدارة اتحاد الكرة، ومشرفا على المنتخب الوطني الأول، وعضو مجلس إدارة نادي زد، ومحلل بقنوات أون تايم سبورت، ومقدم برنامج راديو أون تايم .
زوما تخلي عن زميل الملاعب سابقا سيد معوض بعد ان كان قد وعده بتعيينه كمدير فني أو مدرب عام بأحد المنتخبات الوطنية ..أوليمبي، أوشباب، أو ناشئين، رغم تدخل زوما نفسه ومجاملته أيمن عبد العزيز زميله السابق في نادي الزمالك وتعيينه كعضو بالجهاز الفني للمنتخب الوطني الاول مع روي فيتوريا، وهو الأمر الذي تسبب في غضب سيد جدا، حيث فوجئ بإعلان تشكيل الأجهزة الفنية الوطنية للمنتخبات في مراحلها السنية المختلفة قبل أشهر قليلة خالية من إسمه على غير العادة والمتوقع، في نفس الوقت الذي لم يتدخل صديق عمره في النادي الإسماعيلي والأهلي محمد بركات بصفته عضوا في مجلس إدارة الجبلاية بإقناع مجلس الجبلاية بضم زميله السابق لأحد الاجهزة الفنية للمنتخبات، رغم الثقة الكبيرة التي وضعها معوض في رفيق الكفاح بالملاعب، إلا أن هذه الثقة اهتزت وتبخرت تماما وكأن “بركوتة” لا يعرف سيد، ولا كأنهم كانوا زملاء ملاعب في الأهلي قبل انتقالهما للإسماعيلي، أوزميلين في المنتخبات، ولا كأنهم “أكلوا مع بعض عيش وملح” من قبل، وهو ما اعتبره معوض ضربة قاصمة من صديق عمره له .
معوض أعلن على الملأ في إحدى وسائل الإعلام المرئية أن “زوما وبركوتة” خرجا من حساباته تماما، بما يعني انتهاء الصداقة بينهم للأبد، بسبب موقفهما الغريب من زميلهما، وتعمد تجاهله في تشكيل الأجهزة الفنية للمنتخبات دون أن يكون هناك سبب مقنع لهذا التجاهل، سوى مجاملة آخرين على حسابه، رغم علم الإثنين، حازم وبركات جيدا بكفاءةسيد معوض التدريبية، نظرا لنجاحه في تجارب سابقة، وهو ما كان يؤهله لموقع القيادة ولكنه لم يحدث وقد لا يحدث مستقبلا في ظل تواجد الثنائي حازم وبركات في مجلس إدارة اتحاد الكرة الحالي .
ما حدث من معوض تجاه زميليه السابقين كان حديث السوشيال ميديا، وخصوصا بعد أن ألمح معوض إلى أنه يملك الكثير من الأسرار التي لو كشف عنها لانقلبت الأمور رأسا على عقب ضد “زوما، وبركوتة”.
المؤكد أن الأيام القادمة ستشهد الكثير من المفاجآت التي قد يكشف عنها معوض، وربما يخرج زوما وبركوتة ليكشفا الستار بأنفسيهما عما حدث مع زميلهما قبل أن يخسرا الكثير من شعبيتهما لدى جماهير الكرة المصرية على اختلاف انتماءاتها، نتيجة تلميحات معوض التي ستصبح محل تكهن الكثيرين خلال الأيام القادمة.