حالة من الدهشة الشديدة انتابتني وانا أتابع ما كتب على السوشيال ميديا من قبل بعض الجماهير التي تنتمي لنادي الزمالك ..هذه القلعة الرياضية العريقة التي يقودها مجلس محترم بقيادة الكابتن حسين لبيب.
يقينا وثقة في الله أن هذا المجلس المحترم بالكامل يرفض الغوغائية التي صدرت عن هذه القلة غير الواعية التي حاولت زرع الفتنة في الوسط الرياضي بصفة عامة والوسط الكروي بصفة خاصة .
هؤلاء الخارجين عن النص هاجموا إمام عاشور لاعب منتخب مصر والنادي الأهلي بضراوة ، وبشكل مريب في أعقاب تعرضه لارتجاج في المخ مؤخرا ، أدى إلى حرمان منتخبنا الوطني الاستفادة من جهود لاعبه الموهوب في لقاء الدور ثمن النهائي المصيري أمام منتخب الكونغو الديمقراطية بعد غد الأحد .
الأغرب أن اللاعب تلقى أدعية نشاز من قبل هؤلاء الموتورين تنال منه، بل ويتمنون فيها أن يتسبب ما حدث له بالإعتزال وهجر الملاعب نهائيا، وهناك من تمنى له الموت..وهو أمر مؤسف يدعو للدهشة والغرابة معا، إذ كيف يحدث هذا تجاه أحد العناصر المهمة لمنتخبنا الوطني والتي يعتمد عليها البرتغالي روي فيتوريا المدير الفني للفريق في تشكيلته التي تخوض مباريات كأس الأمم الأفريقية الحالية في نسختها الرابعة والثلاثين.
مؤكد أن تألق عاشور أصابهم بالإحباط والغيظ معا ..وخصوصا أنه أصبح لاعبا مهما في منتخبنا الوطني والنادي الأهلي، المنافس التقليدي لنادي الزمالك على طول الخط .
هذا الموقف جعلني أتساءل لماذا كل هذا الغل ..؟ ولمصلحة من يحدث هذا..؟ على الرغم أن اللاعب نفسه لم يسيء لهم مطلقا ولكنه التزم الصمت جراء ما حدث له على مواقع التواصل الإجتماعي المختلفة، وخاصة موقع( x ) العالمي الذي شهد هذه المهزلة التي تعد مؤشرا خطيرا ينذر بكارثة يجب تداركها سريعا قبل فوات الٱوان، والضرب بيد من حديد لكل من يحاول زعزعة استقرار ( المحروسة) .
موقف إمام عاشور وعدم رده على المسيئين له كان مثار إعجاب الكثيرين ويؤكد على أنه قد نضج، وخصوصا أن مثل هذه (الترهات ) قد صدرت عن قلة لا تعرف للأخلاق عنوانا، وبحاجة إلى وضع حدا لتطاولها على النجوم .
ومثلما أرفض الإساءة لإمام عاشور فإنني أرفض بالمثل الإساءة إلى أحمد السيد زيزو لاعب نادي الزمالك ومنتخبنا الوطني وأحسن لاعب في مصر الموسم الماضي الذي أساء إليه أيضا قلة موتورة من جماهير الأهلي ..النادي بريء منها، خاصة أن اللاعب عرف عنه تمتعه بالأحلاق .
انا هنا لا أدافع عن إمام عاشور الذي لم ألتق به من قبل، وأعتقد أنه لا يعرفني، ولكنني أدافع عن وأد الفتنة في مهدها، حيث أن بلدنا الحبيب، مصر لا تحتمل مثل هذا، وخصوصا مع حدوث تلاسن من قبل قلة من جماهير الأهلي ردا على الإساءة لنجم الفريق دون أن يكون هناك سببا واحدا للدخول في هذه المهاترات التي يعد الخاسر الوحيد منها المنتخب الوطني الذي انقسم مشجعوه ما بين أهلي وزمالك في مرحلة نحن أحوج ما نكون للترابط وليس التفرقة .
ياسادة كفانا مهازل وعليكم الالتفاف حول منتخبنا الوطني الذي يرفع علم مصر في محفل كروي أفريقي كبير يتطلع من خلاله لاستعادة الريادة الأفريقية ومعها ذكريات أمجاد منتخب الساجدين صاحب الثلاثية الشهيرة، واستعادة اللقب القاري الغالي الذي لم يتوج به منذ عام 2010، على الرغم أنه أكثر منتخبات القارة حصولا على كأس الأمم الأفريقية برصيد 7 ألقاب، بينما أقرب المنتخبات حصولا على اللقب بعده هو المنتخب الكاميروني برصيد 5 ألقاب، ثم المنتخب الغاني برصيد 4 ألقاب ومن بعده نيجيريا بثلاث ألقاب، ثم كوت ديفوار ، والجزائر ثم الكونغو برازفيل، لكل منهم لقبين، ومن بعدهم تأتي المغرب، توتس، جنوب أفريقيا، أثيوبيا، السودان لكل منهم لقب وحيد .
رسالتي إلى جماهير القطبين الكبيرين ..الأهلي والزمالك باعتبارهما الأكثر شعبية في مصر والوطن العربي والقارة السمراء قاطبة ..مصر في حاجة ألى تكاتفكم معها لا تفرقكم ..ساندوا منتخب مصر الذي يحتاج إليكم بقوة، وابتعدوا عن التعصب، وكفانا ما حدث في مذبحة بورسعيد الشهيرةةفي فبراير 2012 التي راح ضحيتها 72 مشجعا ..ولسنا بحاجة إلى المزيد من إراقة الدماء البريئة .
هدانا وهداكم الله ..وحفظ مصرنا الحبيبة من أي مكروه