اتحاد كرة القدم مازال مصرا على التخبط واتباع سياسة الفهلوة في التعامل مع مدربي المنتخبات مثلما فعل مع البرتغالي روي فيتوريا المدير الفني السابق للمنتخب الوطني الأول والذي تمت إقالته في وسائل الإعلام فقط قبل عدة أيام، وتحديدا عقب خروج مصر من الدور الثاني لبطولة كأس الأمم الأفريقية 2024 المقامة في كوت ديفوار ولم يتم إخطاره بقرار إقالته الصادر من مجلس إدارة الإتحاد رسميا إلا عند توجه الخواجة للجبلاية، حيث تم إبلاغه شفويا أولا ثم بعد ذلك أخطر من خلال خطاب رسمي .!!
هذا الموقف إن دل على شئ فإنما يدل على مرحلة الفشل الإداري الذريع الذي وصل إليه مجلس إدارة الاتحاد، باعتبارهم صانعي القرار، حيث أن من أبجديات العمل الإداري إبلاغ المدير الفني بقرار إقالته من خلال إخطار رسمي فور صدور القرار، على أن يتم إرساله له على محل إقامته في الفندق الي يقيم فيه بالقاهرة ولكن شيئا من هذا لم يحدث، حيث علم الخواجة من خلال وسائل الإعلام فقط .!!
حسام حسن المدير الفني الجديد لمنتخبنا الوطني تقع على عاتقه مسئوليات متعددة، ولعل أبرزها تحقيق طموحات شعب يحتاج إلى فرحة تنسيه همومه وأحزانه، نتيجة غلاء الأسعار الذي ينهش جيوب الغلابة ومحدودي الدخل، وذلك لن يتحقق إلا بالصعود إلى نهائيات كأس العالم القادمة 2026 التي تقام في ثلاث دول وهي امريكا، المكسيك، كندا .
الأمر الثاني استعادة هيبة الكرة المصرية التي اهانها المدعو فيتوريا بالسماح لمنتخبات مغمورة اقل خبرة وتاريخ من مصر إحراجنا فنيا مثل.. موزمبيق،والرأس الأخضر، والكونغو الديمقراطية .
أما المطلب الثالث من حسام حسن في هذه المهمة الإنتحارية يكمن في التأهل أولا إلى نهائيات أمم أفريقيا 2025 بالمغرب، ثم الحصول على كأس البطولة وتعويض إخفاق البطولة الحالية في نسختها الرابعة والثلاثين التي ودعناها بلا أداء ولا نتائج ، مع تخبط واضح من قبل مدير فني مغمور لا يفقه شيئا مطلقا عن الكرة الأفريقية، وكان كل ما يسعى إليه هو “لهف” 200 ألف يورو طلعة كل شهر ولمدة عام ونصف تقريبا منذ 12 يوليو 2022 حتى موعد إقالته دون أن يحقق المرجو منه، وفي نهاية المطاف رفض قرار إقالته، رغم أنه كان يجب طرده من كوت ديفوار ولا يتم السماح له بالعودة مع المنتخب على نفس الطائرة، بعدما أجهض أحلام المصريين في التتويج بلقب كان في المتناول .
هناك مطلب آخر يعد هو الأهم ويجب أن يبدأ به حسام حسن مهمته تدريجيا، وهو النزول بأعمار اللاعبين، وضم عناصر ما بين 22، 23 ، 24 سنة، وخاصة بعد أن وصل متوسط أعمار لاعبي المنتخب إلى 29 عاما وهو معدل عال جدا مقارنة بالمنتخبات الثلاث والعشرين الذين شاركوا في كأس الأمم الأفريقية .
حسام عليه البدء في فرز وضم أبرز العناصر التي يرى فيها القدرة على تنفيذ فكره وخدمة منتخب مصر في المرحلة المهمة القادمة التي يخوض فيها الفريق الوطني دورة دولية ودية في الإمارات في الفترة من 18 إلى 26 مارس القادم بالإمارات بمشاركة كرواتيا، ونيوزيلندا، وتونس، وهي فرصة للعميد لتجربة الكثير من العناصر التي سيقع اختياره عليها، حتى يستقر على أفضلها قبل بدء الدخول في معمعة المباريات الرسمية بمواجهة بوركينا فاسو في ثالث جولات الفراعنة في التصفيات الإفريقية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم في الثالث من يونيو القادم بالعاصمة البوركانبية “وجادوجو” .
اخيرا العميد في اختبار صعب ..يكون أو لا يكون ..مع الوضع في الإعتبار أن كل المصريين سيقفون خلفه لتحقيق حلم المونديال وعودة الريادة للكرة المصرية مجددا.