الفشل يلاحق كرة الصالات “الخماسية” عاما بعد عام، ورغم ذلك يصر اتحاد كرة القدم بمجالسه المتعاقبة على مدار 20 عاما “تأبيدة” على المضي قدما في طريق الفشل الذي أدمنوه، غير مبالين بالحال المتردي الذي وصلت إليه اللعبة، وعدم المبادرة بالإصلاح، بل والتمسك بمجموعة من الفاشلين لقيادة المنتخب، وكل ما فعلوه هو تغيير مواقع المديرين الفنيين للمنتخب، فبدلا من زيد، تم استبداله بعبيد .!!
المنطق يقول يجب أن يتم البدء في أولى خطوات الإصلاح بإبعاد المدربين الفاشلين عن قيادة المنتخب الأول، فليس من المنطقي أن يتم التمسك بثلاث مدربين يتعاقبوا على تدريب منتخب كرة الصالات الخماسية وهم، هشام صالح، نادر رشاد ، جهاد عرفة لمدة عشرين عاما، و يا ليتهم حققوا نتيجة واحدة إيجابية، أو حصلوا على بطولة واحدة ذرا للرماد في العيون، ولكنهم للأسف لم يحللوا بما حصلوا عليه من مرتبات طوال هذه السنوات، وتجرعوا مرارة الهزيمة المرة تلو الأخرى، تارة 9/0 ،وأخري 6/2، وثالثة 7/3 وهكذا ..حتى ظن الكثيرين ان المنتخب يخوض تجارب ودية قبل المشاركة في المحافل الدولية الرسمية .!!
مصر التي حصلت على بطولة أمم أفريقيا للعبة أعوام 1996، 2000، 2004 ورائدة اللعبة في القارة السمراء، بدأ مستواها يتراجع بشكل يدعو للأسف والخجل معا، وخاصة أن هذا التراجع أتبعه تراجع في تصنيفنا العالمي إلى المركز الخامس والثلاثين بعد أن كنا قد وصلنا إلى المركز الثامن، في حين قفز المنتخب المغربي الشقيق إلى المركز الثامن عالميا .
المنتخب تحت قيادة الفاشلين أضاع هيبة مصر، والفشل في المنافسة على ثلاث بطولات قارية، بعد أن تجرعنا الخسارة من منتخب ليبيا الشقيقة مرة، والمنتخب المغربي مرتين .
والأغرب أن العقول هي هي لم تتغير، حتى أن جهابذة الجبلاية رفضوا الإطاحة بجهاد عرفة المدير الفني الحالي للمنتخب وصاحب أكبر هزيمة لمصر في تاريخ كأس العالم والتي أقيمت في ليتوانيا عام 2021 وكانت قوامها 9/0، وكأن مسئولي الجبلاية يتلذذون في إخراج ألسنتهم للشعب دون مراعاة للسمعة السيئة التي وصل إليها حال منتخب كرة الصالات تحت قيادة هذا الجهاز الفاشل .
وفي ظل هذا المستوى المتدني الذي وصلت إليه اللعبة التي كانت مصر هي الرائدة فيها، أغمضت الجبلاية أعينها عن الاستعانة بالكفاءات، رغم أن لدينا منهم الكثيرين، ولعل أبرزهم محمد علي عبد الرحيم المدير الفني الأسبق لمنتخب مصر والذي سبق وحقق معه لقب كأس أمم أفريقيا مرتين، والبطولة العربية مرة، وصعد لكأس العالم مرة وحقق المركز السادس في انجاز غير مسبوق للعبة .
الغريب في الأمر أن عدم الاستعانة بمحمد علي يرجع لوجود تعليمات مشددة سابقة صدرت من هاني أبو ريدة رئيس اتحاد الكرة الأسبق الذي أتي بجمال علام رئيسا لاتحاد الكرة الحالي ورفاقه، ومن قبلهم عمرو الجنايني رئيس اللجنة الخماسية الأسبق، ثم أحمد مجاهد رئيس اللجنة الثلاثية الأسبق بألا يتم الاستعانة به مهما وصل الحال باللعبة من تراجع في المستوى.
كل جريمة محمد علي وصاحب الإنجاز الأبرز في تاريخ اللعبة هو طرحه فكرة إقامة اتحاد مستقل لكرة الصالات وليس لجنة مثلما هو الحال حاليا وحتى يكون لمصر شأن في اللعبة، مثلما هو الحال في البرازيل واسبانيا وغيرهما من الدول المتقدمة .
المدير الفني الأسبق لمنتخب مصر استعانت به الجامعة المغربية لكرة القدم للتخطيط لتنظيم أول دوري للعبة هناك، وكان احد أسباب تفوقها حاليا على أقرانها من الدول العربية والأفريقية، بل والبلد الرائدة في اللعبة نفسها وهي مصر، كما قفز بالسعودية إلى أعلى تصنيف وهو الـ 73 عالميا عندما كان مديرا فنيا لمنتخبها .
محمد علي الذي فاز منتخب مصر تحت قيادته على المغرب أربع مرات، بينما عجز الثلاثي هشام صالح، ونادر رشاد، وجهاد عرفة الذين قادوا المنتخب طوال عقدين من الزمان من تحقيق أي فوز على المغرب بعد رحيله عن تدريبه ، بل وأصبح المنتخب “ملطشة” لمنتخبات أقل منا حصدا للبطولات القارية، والإقليمية ويرفض القائمون على اللعبة الاستعانة به لأنه مغضوب عليه.
الرجل جرئ، وصاحب فكر، ويرفض التدخل في عمله، وهي مقومات لا تصلح مع مسئولي الجبلاية الذين يريدون مدربين على “هواهم” يأمرونهم فيطاعوا دون مناقشة، وهو منطق لا يروق لمدرب صاحب شخصية مثل محمد علي عبد الرحيم، “مش كده وإلا إيه” ؟