اذا كان ختام الموسم الكروي السعودي مساء الجمعة على ارض الجوهرة المشعة في جده بين العملاقين النصر والهلال ، مثيرا في فصوله التي بدأت بتفوق النصر أداء، وختمت بتفوق الهلال نتيجة جمع بها كل الألقاب المحلية مقرونة ، بأرقام قياسية لعدد مرات الفوز، حيث انهى الموسم بلا هزيمة، وسجل لاعبوه في الدوري 101 هدف ، فإن دموع الحزن التي ذرفها اشهر لاعبي العالم، واكبر اللاعبين عمرا في الملعب تلك الليلة ( البرتغالي كريستيانو رونالدو) قائد فريق النصر والذي كان يطمع ان يكون الختام نصراويا، كما كانت البداية نصراوية بالبطولة العربية من امام الهلال أيضا، لكن الحظ وخبرة لاعبي ومدرب الهلال اكملوا لوحة الانتصارات في اجمل واكثر النهائيات اثارة، تاركين للغريم التقليدي الحسرة والندم على الخروج من الموسم المحلي صفر اليدين.
وارى انه من الواجب والمنطق ان نتوقف طويلا عند دموع اللاعب الأشهر، والأغنى والاقوى، والأكبر عمرا، والذي لازال يركض في الملاعب كحصان جامح في بداية عمره، همه الأول الانتصار، والانتصار فقط، فروحه القتالية لا تحب الهزيمة التي ليس لها مكانة في قاموسه، وهو الشي الذي يجب ان يتعلمه لاعبونا في كرة القدم، وأدراك ان الاحتراف ليس جنيا للمال فحسب، بل عمل ونتاج يصدر للأجيال المقبلة، حتى يظل الدوري السعودي حاضرا في الاذهان كما هو البريميرليج الإنجليزي الذي يعد الانموذج للدوريات القوية في العالم.
ورونالدو الذي ذرف الدموع حزنا على الخسارة النصراوية للكاس يعد العامل الأول في الانتشار العالمي السريع للدوري السعودي باسمه أولا، ثم بتواصله مع عدد من اللاعبين المشهورين واقناعهم بالحضور الى السعودية التي تطمح بأن يكون دوريها أحد افضل 3 دوريات في العالم، الا ان الاحداث التي واكبت الموسم برهنت على الاتحاد السعودي لكرة القدم لم يكن مهيئا من الناحية الذهنية والإدارية والفنية للتعامل مع النقلة العظمي للدوري، فاتسمت البعض من قرارات اللجان بالضعف وتسليم الاتحاد بالأمر كحال واقع، مما يتطلب إعادة تشكيل الاتحاد ولجان المختصة ولاسيما التحكيم ، الانضباط ، الاستئناف ، والحد من سلطة الرابطة التي أصبحت المتحكم الرئيس في الدوري لاهم لها سوى تسويق وبيع الدوري، وسجلت فشلا إداريا كبيرا في معالجة كثير من الأمور الجدلية، واولها عدم تتويج الفريق البطل بالدوري في ختام احدى المباريات، وثانيها التكريم المخجل لهداف الدوري التاريخي واللاعب العالمي كريستيانو، ثم منح جائزة الحارس الأفضل لياسين بونو دون ان تظهر القواعد والاسس لمنحه الجائزة – هو لاعب كبير، وساهم في مسيرة الهلال الناجحة، وكان العامل الأساسي في فوز فريقه بكاس الملك، لكنه لم يكن الحارس الأفضل الوحيد في الدوري.
وعودة الى الاتحاد ولجانه القضائية التي تسببت في لغط كبير صاحب الموسم بقراراتها المتضاربة لعدد من الحالات المتشابهة في المباريات مما سبب الاحتقان، فضلا عن تغاضيها عن حركات لا أخلاقية اقدم عليها اللاعبون الدوليون وفي مقدمتهم رونالدو والتي كانت تحتاج لقرارات صارمة ، احتراما لقيمنا الدينية والاجتماعية والرياضية، وحتى لا يأتي علينا يوما نرى هذه التصرفات من الأجيال الصاعدة وكأنها امر طبيعي، وعليه أرى انه من الواجب إعادة الظرفي عدد من اللوائح ، واجراء مراجعة دقيقة لعمل اللجان حتى يكتسب الدوري هيبته وقوته الإدارية والفنية، وليكون انموذجا يحتذى، وان تستفيد الرابطة والاتحاد جيدا من قرار عدم إقامة المباريات في المواسم الدينية، وفي أوقات الصلوات.