في عام 1979 استضافت العراق “بلاد الرافدين” النسخة الخامسة من بطولة كأس الخليج لكرة القدم، والتي كانت تمثل ” كأس العالم ” لدول المنطقة التي انطلقت منها لتتربع منتخباتها، وانديتها على قمة الكرة الاسيوية، وتقف على قدم المساواة مع أعرق منتخبات العالم في كأس العالم في غضون فترة زمنية لا تتجاوز السنوات العشر حيث شارك منتخب الكويت في العاب موسكو الأولمبية 1980، ثم مونديال اسبانيا 82، ولحق العراق الى مونديال المكسيك 86، والامارات الى إيطاليا 90، والسعودية الى أمريكا 94، فرنسا 98، اليابان 2002، ثم المانيا 2006، ثم توالى حضور هذه الفرق وغيرها في كأس العالموتوجت الحضور والمشاركة باستضافة نسخة قطر2022، وستواصل المشاركة لان عجلة العمل دائرة بكل قوة.
وعودة الى بطولة 79 في بغداد فقد اتخذ الاتحاد السعودي قرارا بإقالة المدرب الإنجليزي ديفيد وايد لسوء نتائج الفريق، وعلى ضوئه اتخذ الاتحاد قرارا بتشكيل لجنة من بعض الشخصيات الرياضية لدراسة وضع الكرة السعودية وتطوير مستواها، وخلت تلك اللجنة او فريق العمل من ذوي الاختصاص ” المدربين” وكانت اللجنة ضمن عدة قرارات كشف عنها عراب الرياضة السعودية وامير شبابها فيصل بن فهد – يرحمه الله – في بيان صحفي القاه علينا على عجل، فقمت بعمل قراءة للبيان وتوقفت عند تشكيل اللجنة وقلت ” إن اللجنة أشبه ما تكون بهيئة تمريض لا يستطيع أن تشخص الداء وتحدد للمريض الدواء.
تذكرت هذا الموقف في الموسم الكروي المنصرم الذي جددت فيه الكرة السعودية الانطلاقة والحضور العالمي بتوسيع قاعدة الاستقطاب لأشهر اللاعبين في العالم والتي جعلت الدوري السعودي على كل لسان، الا أن عملية الاستقطابانتمت من قبل لحنة في رابطة دوري المحترفين شكلها صندوق الاستثمارات العامة من بعض الشخصيات، ومجموعة من أعضاء إدارات اندية الصندوق الأربعة الاتحاد، الأهلي، الهلال والنصر، لان ثلاثة من الأندية لم يكن لديها مدربين فترة التعاقدات وهي الهلال، النصر، والأهلي، والاتحاد كان الوحيد الذي له مدرب لكنه لم يشارك في الاختيارات ولم يكن مقتنعا بها، فكان اكثر الرباعي فشلا فلم يحافظ على لقبه، ولم يستعيد لقب آسيا، وحل خامسا في الدوري، فيما كان الهلال أفضلهم نتائجا ذلك أن لجنة اختياراته كانت على تواصل مع المدرب القديم الجديد جيسوس والذي فضل عقد الهلال على المنتخب السعودي (!!!)، فيما حضر مدرب النصر الى معسكر الفريق في البرتغال وقد اكتملت التعاقدات، اما الأهلي فقد حضر مدربه بعد انتهاء التعاقدات ووجد أمامه لاعبون أكثر منه خبرة، وأكبر منه عمرا، ومع ذلك فقد كانت نتائج فريقه أفضل من الجار الاتحاد بحلوله ثالث الدوري الذي ضمن به المشاركة في بطولة النخبة الاسيوية، فيما حل النصر وصيف للبطل وبفارق نقطي كبير رغم انه كان مرشحا للبطولة بقيادة الأسطورة رونالدو، ويظل الهلال أفضل الرباعي انسجاما، وعطاء وانجازا بحصوله على ثلاثي الألقاب المحلية.
وكان التنافر بين فريق عمل الصندوق بقيادة سعد اللذيذ والأندية الثلاثة واضحا بلغ حد الاتهامات من الأندية للذيذ وفريقه بمحاباة بعض الفرق في التعاقدات واعطائها الأولوية والافضلية، رغم أن اللذيذ نفى ذلك في مؤتمر صحفي كان ظهوره فيه مضرا أكثر مما أفاد برفضه الغاء عقود بعض اللاعبين الذين كانوا عبئا على الأندية وسببا في تواضع المستويات، وعلاوة على ذلك فقد همش إدارات الأندية لحساب الرؤساء التنفيذيين الذين جلبهم الصندوق رغم فشل بعضهم، وتأخر وصول البعض الاخر.
وخلاصة القول في هذا المقام لابد من المسارعة في معالجة نقاط الخلاف بين الصندوق وادارات الأندية، وتشكيل فريق عمل مشترك يضم الخبراء الإداريين، والاقتصاديين والفنيين لمناقشة جوانب الخلل في العمل السابق والدخول الى الموسم الجديد بخطة واضحة المعالم، والاهداف، والصلاحيات والادوار، والا فان مشروع تطوير كرة القدم السعودي لن يحقق أهدافه، وسيفقد الدوري وهجه برحيل الأسماء الحالية من اللاعبين وفي مقدمتهم رونالدو الذي يواجه حربا من عدة جهات، والسلام ختام.