وصلت بطولة أمم أوروبا “يورو 2024” لمرحلة دور الثمانية بعد انتهاء مباريات دور الـ16 المثيرة.
وينتظر أن يشهد دور الثمانية المزيد من المباريات المثيرة، حيث يتضمن هذا الدور مباراة قوية بين إسبانيا وألمانيا، أكثر منتخبين توجا بلقب البطولة برصيد 3 ألقاب لكل منهما، وإعادة لنهائي نسخة 2016 بين فرنسا والبرتغال.
ويلتقي المنتخب الألماني نظيره الإسباني بعد غد الجمعة، والذي سيشهد أيضا لقاء فرنسا والبرتغال، فيما يشهد يوم السبت مباراتين من العيار الثقيل، بين إنجلترا وسويسرا، وبين هولندا وتركيا.
وفيما يلي تلقي وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) نظرة على المباريات الأربع:
إسبانيا ضد ألمانيا
يرى كثير من متابعي البطولة أن مباراة ألمانيا وإسبانيا التي ستقام في شتوتجارت، بمثابة نهائي مبكر للبطولة، كما أنها ستكون اختبارا كبيرا لقدرات المنتخبين.
وسجل المنتخب الألماني أهدافا أكثر من أي منتخب آخر بالبطولة، بواقع 10 أهداف، منها 5 في المباراة الافتتاحية التي فاز فيها على إسكتلندا 5 / 1.
واحتاج المنتخب الألماني لمراجعة تقنية حكم الفيديو المساعد “فار” مرتين للفوز على منتخب الدنمارك 2 / صفر في المباراة الصعبة التي جمعت بين الفريقين بدورتموند في دور الـ16.
وسجل النجم الصاعد جمال موسيالا ثالث أهدافه في البطولة أمام المنتخب الدنماركي، بينما قاد توني كروس، الفائز بكأس العالم 2014، خط الوسط، وتمكن أنطونيو روديجر من الاحتفاظ بدفاع متماسك.
ويواجه المنتخب الألماني نظيره الإسباني الشاب والمحدث، والذي قدم أفضل عروض في البطولة حتى الآن كونه الفريق الوحيد الذي حقق الفوز في مبارياته الأربع بالبطولة من بينها الفوز على جورجيا 4 / 1 في دور الـ16.
وتألق الثنائي الشاب لامين يامال ونيكو ويليامز في الجناحين، بينما ظهر بيدري في وسط الملعب كأنه لاعب كبير محترف، وكان فابيان رويز ضمن اللاعبين الذين أثبتوا وجودهم مع المنتخب الإسباني.
البرتغال ضد فرنسا
يلتقي البرتغالي كريستيانو رونالدو ضد الفرنسي كيليان مبابي في مباراة قوية أخرى بدور الثمانية يوم الجمعة، بمدينة هامبورج، بعد 8 سنوات فقط، من المباراة النهائية ليورو 2016 التي شهدت فوز المنتخب البرتغالي بهدف نظيف على ملعب “ستاد دو فرانس” رغم أن رونالدو لم يكمل المباراة للإصابة.
وترك رونالدو أرض الملعب في نهائي 2016 وهو يبكي، وبكى مجددا يوم الإثنين الماضي عندما أهدر ركلة جزاء في الوقت الإضافي بالمباراة أمام سلوفينيا بدور الـ16، قبل أن يقوم بتسديد ركلته بنجاح في ركلات الترجيح، التي شهدت تصدي ديوجو كوستا، حارس البرتغال، للمحاولات الثلاث للاعبي المنتخب السلوفيني، ليصعد المنتخب البرتغالي إلى دور الثمانية.
ولا يزال رونالدو يبحث عن أول أهدافه مع المنتخب البرتغالي في ألمانيا، حيث يرغب بشدة في أن يكون أول لاعب يسجل أهدافا في 6 نسخ لليورو.
وبما أنه يبلغ 39 عاما، سيصبح أكبر لاعب يسجل أهدافا في اليورو، إلا إذا سجل زميله بالفريق بيبي (41 عاما) هدفا وسرق منه الأضواء.
وتسجيل الأهداف مشكلة أيضا يعاني منها المنتخب الفرنسي، خاصة أنه فاز بنيران صديقة بالمباراتين اللتين فاز بهما بهدف نظيف أمام النمسا، في دور المجموعات، وأمام بلجيكا في دور الـ16.
فيما جاء الهدف الثالث الذي سجله المنتخب الفرنسي من ركلة جزاء سددها كيليان مبابي، حيث فشل الفرنسيون في تسجيل أي هدف من اللعب المفتوح خلال 360 دقيقة خاضها الفريق في اليورو.
إنجلترا ضد سويسرا
كان يبدو أن حملة المنتخب الإنجليزي غير المقنعة ستنتهي في دور الـ16 أمام منتخب سلوفاكيا، إلا أن جود بيلينجهام سجل هدف التعادل في الوقت بدل الضائع من المباراة بضربة خلفية مزدوجة، ثم سجل بعدها هاري كين هدف الفوز في الوقت الإضافي ليصعد بالمنتخب الإنجليزي لدور الثمانية.
ويتواجد العديد من اللاعبين الموهوبين في صفوف المنتخب الإنجليزي في أحدث مساعيه للتتويج بأول ألقابه الكبرى، منذ تتويجه بكأس العالم 1966، ويعتقد جاريث ساوثجيت، المدير الفني، أن الفوز المثير من شأنه أن يمنح المجموعة كلها ثقة كبيرة.
لكن المنتخب الإنجليزي سيكون على موعد مع مواجهة المنتخب السويسري، الذي كان على بعد ثوان من الفوز على الألمان في دور المجموعات، كما أنه أخرج المنتخب الإيطالي، حامل اللقب، من دور الـ16 بعدما تغلب عليه 2 / صفر، والآن يريد أن يخرج المنتخب الإنجليزي، وصيف نسخة البطولة التي أقيمت في 2021.
هولندا ضد تركيا
على غرار آخرين، لم يقدم المنتخب الهولندي العروض المنتظرة منه في دور المجموعات، لكن أداء الفريق ارتفع في دور الـ16 ولم يعكس انتصاره على المنتخب الروماني بثلاثية نظيفة سيطرته الكاملة على مجريات اللقاء.
وكان رونالد كومان، المدير الفني للمنتخب الهولندي، جزءا من الفريق الهولندي الذي توج بلقب آخر بطولة أمم أوروبا أقيمت في ألمانيا عام 1988، وقال إن الفريق يجب عليه أن يحافظ على مستواه.
ويشتهر الهولنديون بانتقال عشرات الآلاف من الجماهير لدعم الفريق، ولكن في الملعب الأولمبي ببرلين على الأرجح ستتفوق عليهم أعداد الجماهير التركية، لاسيما وأن ألمانيا يوجد بها الكثير من المهاجرين الأتراك.
وأظهر المنتخب التركي عزيمته الكبيرة في مباراة دور الـ16 عندما تغلب على منتخب النمسا 2 / 1، حيث سجل ميريح ديميرال هدفين، فيما تألق الحارس ميرت جونوك.
ويأمل المنتخب التركي أن تستمر رحلته ويصعد للدور قبل النهائي مثلما حدث في نسخة 2008.