في الوقت الذي ينشغل الشارع الكروي حاليا بمواجهة منتحب مصر أمام كاب فيردي غدا الجمعة في الجولة الأولى من التصفيات الأفريقية بالمجموعة الثالثة المؤهلة لنهائيات أمم أفريقيا بالمغرب 2025، ومن بعدها مواجهة بتسوانا في العاشر من سبتمبر الجاري في العاصمة جابورون، وأيضا الانشغال باعتذار محمد عبد المنعم، المحترف حديثا في صفوف نادي نيس الفرنسي عن الانضمام لصفوف المنتخب، ثم إصابة إمام عاشور المفاجئة واستبعاده من المعسكر، فوجئ الوسط الرياضي بالخلافات الساخنة والمشادة حامية الوطيس التي وقعت داخل حجرة اجتماعات نادي الزمالك، بين محمد طارق عضو المجلس تحت السن من ناحية، وهاني شكري عضو المجلس فوق السن من ناحية أخرى، وكان ذلك على هامش اجتماع مجلس الإدارة الذي دعي إليه حسين لبيب رئيس مجلس الإدارة وتغيب عن حضوره !.
ما حدث من خلافات في حجرة الاجتماعات بالزمالك خلال الساعات القليلة الماضية يحدث في معظم الأندية، إن لم يكن جميعها ويأتي من بينها النادي الأهلي أكثر الأندية استقرارا، ولكنه كثيرا ما شهد انقسامات في عهد رئيس مجلس إدارة النادي الراحل كابتن صالح سليم، وفي وجود طاهر أبو زيد كعضو مجلس الإدارة الأسبق والذي كان يعد المعارض الوحيد في المجلس، ولكن ذكاء مجلس إدارة الأحمر كان يتمثل في منع وصول الخلافات إلى وسائل الإعلام المختلفة بأي شكل من الأشكال، على عكس ما يحدث في البيت الأبيض الذي يتبارى بعض مريديه في فضح النادي على الملأ عامدا متعمدا، وهو ما يستوجب التحقيق فيما حدث ولا يزال يحدث .
وجهة نظري الشخصية أن نفي نادي الزمالك عن طريق أكثر من مسئول به في وسائل الإعلام المختلفة حدوث هذه المشادة الساخنة يؤكد على حدوث الواقعة، حيث ان هناك قاعدة تقول، “نفي النفي إثبات”، الأمر الذي يؤكد على الانقسام الحاد الذي يشهده مجلس الإدارة والذي لم يمر على انتخابه سوى عاما تقريبا، حيث جرى انتخابه في الحادي والعشرين من أكتوبر2023 الماضي .
المجلس يقوده، حسين لبيب رئيسًا، هشام نصر نائبًا للرئيس، حسام المندوه أمينا للصندوق، هاني شكري، هاني برزي، أحمد سليمان، عمرو أدهم، حسين السيد، محمد طارق، أعضاء فوق السن، أحمد خالد، رامي نصوحي، نيرة الأحمر أعضاء تحت السن .
ما حدث في اجتماع الأربعاء يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن هناك خلافات مزمنة وحادة بين كبار الزمالك من بعض أعضاء المجلس، وأن هناك نارا تحت الرماد ترتب عليها خسارة الزمالك 99% من البطولات التي شارك فيها الفريق الأول لكرة القدم موسم 2023/2024 وكذلك باقي الألعاب الجماعية الأخرى، وهو ما ينذر أيضا بخسارة مواجهة سوبر “القرن” الأفريقي المقبلة أمام الأهلي 27 سبتمبر الجاري بالرياض قبل أن تبدأ، بسبب انعكاس هذه الخلافات على فريق الكرة .
الشارع الرياضي يعلم جيدا أن الزمالك للأسف لم يعتاد الاستقرار، ودائما ما يكون عدم استقراره الإداري سببا في انتكاساته الكروية على مر التاريخ، على الرغم أن الفريق يضم على المستوى الفردي دائما عناصر متميزة تصنع الفارق إذا ما توفر لها الهدوء والاستقرار، وخاصة من حيث منحهم مستحقاتهم المالية، التي عادة ما تكون عنصرا مؤثرا على مسيرة فريق كرة القدم بصفة خاصة، وباقي فرق النادي الرياضية في مختلف الألعاب بصفة عامة.
يا سادة، استقرار الزمالك إداريا وفنيا، يعني أن الكرة المصرية بخير، على اعتبار أنه القطب الثاني والمهم، والرقم الصعب في اللعبة الشعبية الأولى، كما أنه ثاني أكثر الأندية تتويجا بالبطولات المحلية والقارية في كرة القدم بعد النادي الأهلي، إضافة إلى أن الكرة المصرية قد تعاني في حالة انهيار الزمالك، وبالتالي تألق الزمالك مع الأهلي يعني أن منتخب مصر سيكون بخير دائما، لأن عصب المنتخب الوطني من لاعبي الفريقين الكبيرين، والأكثر شعبية وشهرة ونجومية على مستوى الوطن العربي والقارة السمراء قاطبة .
من هنا أطالب بالتحقيق سريعا فيما حدث بالقلعة البيضاء حتى لا تستيقظ جماهير الزمالك على كابوس، مساء السابع والعشرين من سبتمبر الجاري بخسارة بطولة تتوق إليها جماهيره مثلما تتوق إليها جماهير الأهلي والتي يحمل منها فريقها 8 ألقاب، في حين تضم خزينة الزمالك من هذه البطولة أربعة ألقاب فقط لا غير .