عيد فؤاد يكتب: وفاة إيهاب جلال تجدد أحزان رحيل رفعت والحساب ضروري

رحل قبل ساعات قلائل عن عالمنا نجم دمث الخلق، لم تصدر منه “العيبة” قط، رحل رمز من رموز التدريب في مصر، وهو الكابتن إيهاب جلال المدير الفني لأندية مصر المقاصة، المصري، الزمالك، الإسماعيلي، منتخب مصر الأسبق .

رحل رمز الأخلاق وعنوان الأدب والاحترام، وهو ما أصاب الوسط الرياضي بصدمة كبيرة، حيث مثّلت وفاته فاجعة كبيرة لأسرته وأصدقائه وجميع محبيه، في مصر وخارجها، وقد تبارى الكثيرين في رثائه عبر وسائل التواصل الاجتماعي والسوشيال ميديا بصفة عامة، على الصعيدين المحلي والدولي، كما نعته أندية أوروبية كبيرة مثل الميلان الإيطالي، ومانشيستر يونايتد الإنجليزي .

إيهاب جلال كان قد نُقل إلى المستشفى في الأول من سبتمبر الجاري بعد تعرضه لجلطة دماغية استدعت نقله إلى المستشفى لتلقي العلاج، وتم إجراء عمليتين جراحيتين دقيقتين له في المخ ولكنه قد فارق الحياة، وودعنا إلى عالم آخر به الرحمة والعدل، عالم لا يعرف الظلم والجبروت مثلما شاهده وتعرض له في حياته وكان سببا رئيسيا في الضغوط النفسية التي تعرض لها وأدت إلى وفاته .

وفاة إيهاب جلال تعيد للأذهان نفس ظروف وملابسات رحيل أحمد رفعت نجم نادي مودرن سبورت ومنتخب مصر الأسبق، والذي رحل عن دنيانا في السادس من يوليو الماضي وشهد رحيله ردود فعل غاضبة وقوية في الشارع المصري ووصل صداها إلى أعلى المستويات، حتى صدرت توجيهات فخامة الرئيس بمطالبة جهات التحقيق المسئولة معرفة ملابسات ما حدث للاعب، على الرغم أن د. أشرف صبحي وزير الشباب الرياضة قد أعلن قبلها بعدة ايام عن تشكيل لجنة لنفس هذا الغرض ولكن بعدما تأخر لجنة صبحي في إظهار الحقيقة كان للقيادة السياسية دورا مهما في إراحة الشارع المصري، حيث يعلم جيدا بما يشعر به المصريين في هذه اللحظات الحزينة  .

من جهتي ..أتمنى أن يتم فتح تحقيقا في ملابسات رحيل إيهاب جلال، وخصوصا أن الكابتن محسن صالح رئيس لجنة التخطيط السابق في الأهلي وصديق المدير الفني الراحل قال في تصريحات عبر قناة “أون تايم سبورتس”، قبل رحيل إيهاب جلال وخلال أزمته الصحية، أن إيهاب جلال تعرض لضغوطات كبيرة خلال توليه القيادة الفنية لمنتخب مصر، وأن قرار إقالته من المنتخب بهذا الشكل فيه إساءة كبيرة له، وهذه الطريقة تصيب المدرب بالقهر، وتحت كلمة القهر نضع مئة خط .

المدير الفني للإسماعيلي، كان قد تولى القيادة الفنية لمنتخب مصر لمدة شهرين، حيث تم تعيينه في 12 أبريل عام 2022 قبل أن يرحل في 16 يونيو من نفس العام عن تدريب المنتخب .

يذكر أن لإيهاب جلال مستحقات مالية لدى اتحاد كرة القدم منذ عامين لم يحصل عليها، ورحل قبل أن يحصل على حقوقه، ورغم اعتراف عامر حسين عضو مجلس إدارة الاتحاد بها قبل أيام قلائل وتأكيده على أن الاتحاد سيمنحها له، إلا القدر لم يمهل المدرب الراحل للحصول عليها، ولعل مسئولي الجبلاية يستفيقوا ويشعروا بآلام وأوجاع أسرته ويسارعوا بإرسال هذه المستحقات لهم في أسرع وقت ممكن، وكفانا ما حدث .

إيهاب جلال كان قد قاد المنتخب في ثلاث مباريات فقط، حيث بدأ مشواره في 25 أبريل بمواجهة منتخب غينيا، في الجولة الأولى من التصفيات الأفريقية المؤهلة لأمم أفريقيا 2023، وانتهت لصالح منتخب مصر بهدف دون رد، وفي الجولة الثانية من التصفيات، تلقى المنتخب الهزيمة من أثيوبيا في أديس أبابا، بهدفين دون رد، وفي 14 يونيو 2022 خاض منتخب مصر بقيادة إيهاب جلال آخر لقاءاته أمام منتخب كوريا الجنوبية ودياً، وانتهت بهزيمة الفراعنة بأربعة أهداف مقابل هدف واحد، وعقب هذه الهزيمة قرر اتحاد الكرة برئاسة جمال علام إقالته من منصبه .

وإزاء ما حدث أتمنى أن يتم البحث بشكل جدي من قبل الجهات المختصة عن السبب الحقيقي وراء رحيل إيهاب جلال عن دنيانا، ومحاسبة من أوصله لهذه الحالة التي أودت بحياته، وخاصة أن الفاعل معلوم، ومن حق الرأي العام أن يعلم.. فهل يمكن أن نستيقظ في يوم أراه قريبا لمعرفة الجناة الحقيقيين الذين تسببوا في رحيل رفعت ومن بعده جلال؟!