كانت عقارب الساعة تشير إلى العاشرة وخمس وثلاثون دقيقة تقريبا مساء أمس السبت، والكل مترقب اللحظة التاريخية على ملعب “ناصر” سابقا، ستاد القاهرة الدولي حاليا، آلاف الجماهير الأهلاوية احتشدت بالمدرجات، والملايين حول شاشات التلفاز منهم يتسمرون ويتأهبون للحظة التاريخية لظهور الدرع الجديد، وعلى الجانب الآخر باقي الجماهير في مصر والوطن العربي بصفة عامة يتلهفون للمشاهدة، وكل شيء على ما يرام داخل الملعب .
الكل ينتظر لحظة تسلم محمد الشناوي كابتن الأهلي درع الدوري الجديد الذي تم تدوين اسم البطل عليه “الأهلي” موسم 2023/2024 وتأخر تسلمه لمدة شهر بالتمام والكمال حتى يسعد البطل ببطولته التي توج بها رسميا قبل انتهاء الموسم بأربع لقاءات كاملة، ومع وجود محمود الخطيب رئيس النادي على المنصة، وبجواره احمد دياب رئيس رابطة الأندية .
فجأة ..وبدون مقدمات .تسلم الشناوي الدرع ورفعه لأعلي، وهو يحتفل به مع باقي زملائه اللاعبين وأعضاء الجهاز الفني والإداري ينشطر الدرع نصفين، الطبق في يديي الشناوي، والقاعدة تسقط على الأرض ..ليصمت الجميع ذهولا من الصدمة، خصوصا أن المنظر تشاهده العديد من دول العالم ..و يا لها من فضيحة كبرى ارتجفت لها قلوب مسئولي رابطة أندية المحترفين للدوري الممتاز واتحاد الكرة، لأن ما حدث أساء للكرة المصرية أمام العالم أجمع، حيث من الواضح أن المادة التي صنع منها الدرع لم تكن جيدة وطلع ” فالصو”، لأنه ومع أول طلة يسقط صريعا على أرضية الملعب !! في حين أن الدرع القديم “الأصيل” تحمل الكثير والكثير منذ بدء انطلاق مسابقة الدوري في مصر عام 1948، بعد تداوله بين سبعة أندية هي التي حظيت بشرف الحصول عليه، الأهلي“44”، الزمالك”14″، الإسماعيلي”3″، الترسانة”1″، غزل المحلة”1″، الأوليمبي”1″، المقاولون العرب”1″، ومع ذلك لم يخدش أو يحدث له مكروه مثلما حدث للدرع الحديث “الفالصو” الصنع، وكأنه صنع في الصين وليس انجلترا مهد كرة القدم في العالم أجمع، ولو تم الاتفاق مع إحدى الشركات الوطنية، صاحبة سابقة الأعمال في تصميم الدروع والكؤوس على تصميم الدرع لكان ذلك أفضل من الدرع الإنجليزي “الأونطة” الذي فضح الرابطة والجبلاية معا، وهو ما يستوجب محاسبتهما معا على ما حدث للدرع الجديد، وعليهم مجتمعين مقاضاة الشركة الإنجليزية صاحبة تصميم الدرع على انشطاره إلى نصفين في شكل مخزي، أحزن أصحاب الفرح الأصليين، وهم جماهير الأهلي قبل صانعي الإنجاز “اللاعبين وجهازهم الفني والإداري ” وأساء للكرة المصرية عالميا، وبسقوط الدرع وانشطاره إلى نصفين سقط معه ايضا رابطة المحترفين الفاشلة والتي لم تقدم إضافة واحدة للكرة المصرية منذ بدء تشكيلها في سبتمبر 2021، حتى لحظة تسليم درع الدوري للنادي الأهلي أمس .
كانت رابطة الأندية قد أعلنت في السادس من أكتوبر 2022 في كافة وسائل الإعلام أنه تم مخاطبة إحدى الشركات الإنجليزية الكبرى لتصميم درع دوري جديد بدلا من القديم، على أن يتم تسليمه للأهلي في حفل كبير بأحد الفنادق، ثم تراجعت عن الفكرة وأعلنت تسليمه عقب انتهاء مباراته مع جورماهيا الكيني في إياب دور الـ 32 لدوري أبطال افريقيا، وهو ما حدث فعلا.. ولكن جاء الاحتفاء به بقطعتين، فهناك من اللاعبين من حمل القاعدة ليحتفل بها على طريقته الخاصة، والبعض الآخر حمل الطبق وسارع للاحتفال به ايضا مع الجماهير المحتشدة في المدرجات وأمام وسائل الإعلام المختلفة في شكل مضحك، وكأنه كأس بغطائه وليس درع .
النقطة الوحيدة المضيئة في هذه الاحتفالية، هو أن التصميم الجديد للدرع يعكس مزيجا من التقاليد والابتكار، والنمو المتزايد للكرة المصرية دوليا، ويحافظ على الهوية المصرية، وأن الدرع نفسه يزن 12 كليو جرام، وهو على شكل طبق من فضة مزين بشرائح من الذهب.