قبل مباراة السوبر الأفريقي بين الأهلى والزمالك ، لو سألت أى زملكاوى عن نتيجة المباراة كانت الإجابة بدون تردد فوز الأهلى ، فماذا عن جماهير الأهلى؟ ، لذلك عندما فاز الزمالك جاءت الصدمة قوية جدآ فى سيناريو غريب وخيالى لم يتخيله أشد المتشائمين من جماهير الأهلى أو أكثر المتفائلين من جماهير الزمالك.
اعتقد ان السبب الرئيسي فى ذلك هو عدم معرفة الجماهير بما يحدث خلف الكواليس ولكن المتابع الجيد للأحداث كان يدرك تماما أن الأهلى مقبل على كارثة ، ليس بسبب خسارة مباراة أو بطولة ولكن بسبب تسلسل الأحداث منذ نهاية الموسم الماضى .
موسم كامل تولى خلاله خالد بيبو منصب مدير الكرة نال خلاله هجوم منقطع النظير من الجماهير بسبب احساسها بعدم قدرته على السيطرة على غرفة الملابس من ناحية وعدم تمتعه بالشراسة خلال المباريات فى الدفاع عن حقوق الأهلى ليرحل فى نهاية الموسم دون تعيين البديل الكفء القادر على السيطرة على اللاعبين.
كان الموسم الماضى من أصعب المواسم بعد أن شهد منافسة شرسة مع العدو اللدود للأحمر والمنافس الجديد بيراميدز الذى ازاح الزمالك من المركز الثاني وظل حتى الأسابيع الأخيرة ينافس الأهلى الذى نجح فى النهاية فى الفوز باللقب الغالى .
فوز الأهلى بالدورى تلاه قرار صادم للجماهير بالانسحاب من كأس مصر فى قرار غير موفق من الإدارة ليترك الساحة لمنافسة بيراميدز ويهديه أول القابه عن طرؤق البوابة الأقدم “كأس مصر”.
جماهير الأهلى رغم عدم اقتناعها بمبررات الإدارة والمدير الفنى السويسرى فى الإنسحاب خاصة ان كولر اعتمد خلال الموسم على ١٥ لاعب بشكل اساسى،بينما تضم القائمة ٤٠ لاعب .
وتساءلت الجماهير لماذا لم يستكمل الأهلى مباريات كأس مصر بالبدلاء والشباب والناشئين ؟ ومنحهم الفرصة كاملة للحكم على مستواهم بل ومنحهم حساسية المباراة أمثال مصطفى شوبير وحمزة علاء ومحمود متولى وياسر إبراهيم وخالد عبد الفتاح وكريم الدبيس وعمرو السولية وأحمد نبيل كوكا وأحمد عبد القادر ورضا سليم وكريستو ومحمود كهربا ومعهم كتيبة من الشباب والناشئين.
تساؤلات الجماهير كان الرد عليها من الإدارة بأن النادى يستعد لموسم جديد سيرحل خلاله بعض النجوم وسيتم التعاقد مع آخرين وذلك للاستعداد للموسم الجديد الذى سيدخل خلاله الفريق ما يقارب من ١٠ بطولات أبرزها الدورى والسوبر المصرى ودورى أبطال أفريقيا والسوبر الأفريقي ودورى السوبر الأفريقي وكأس القارات وكأس العالم … الخ .
فرطت الإدارة فى خدمات عدد من النجوم الكبار والأساسيين محمد عبد المنعم واليو ديانج وأحمد عبد القادر ومحمود متولى والتونسى كريستو الذى لم يحصل على فرصته تماما ، فى المقابل تعاقدت فقط مع ٤ لاعبين هم المغربيان يحيى عطيه الله وأشرف دارى والمصري القطرى يوسف أيمن وعمر الساعى لاعب الاسماعيلى فى المقابل فشلت الإدارة فى حسم عدد كبير من الصفقات السوبر فى سابقة تعد الأولى من نوعها بعد تسريب اخبار المفاوضات ومنها الجزائري زين الدين بلعيد والتونسى محمد على بن رمضان … الخ.
دخل الأهلى الموسم جديد بلقاء فى دورى أبطال أفريقيا أمام جورماهيا الكينى وهو فريق ضعيف خسر على ارضة بثلاثية ومثلها فى القاهرة،وهو ما أعطى انطباع أن الأهلى قادر على سحق الزمالك فى السوبر الأفريقي.
غياب مدير الكرة أيضآ منح اللاعبين الفرصة للسهر والدلع وحضور الحفلات ، فى المقابل نجح مدير الكرة فى الزمالك فى لم شمل اللاعبين والسيطرة عليهم .
مجلس إدارة الزمالك الذى يعاني من أزمة مالية خانقه وكلما تخلص من أزمة ظهرت أخرى وكلما أغلق قضية فى “فيفا” وجد أخرى لم يجد أمامه سوى البحث عن صفقات مجانية أو رخيصه السعر أو على سبيل الإعارة،فكان التعاقد مع المغربى محمود بنتايج فى إعارة مجانية ، ومحمد حمدى لاعب انبى على سبيل الإعارة،والفلسطينى عمر فرج لمدة ٤ مواسم ،والسنغالي سيدي نداي تحت السن ،واخيرا البولندى كونراد ميشالاك على سبيل الإعارة ، ونجح الفريق فى تخطى الشرطة الكيني بصعوبة فى تمهيدي الكونفدرالية.
دخل الأهلى ولاعبيه اللقاء بتعال وغرور وثقه مفرطة وبدون إعداد بدنى أو فنى أو نفسى جيد ،عكس المنافس الذى لملم أوراقه سريعا ونجح المدير الفنى فى تجهيز لاعبيه بالشكل الأمثل، واستغل حالة التقليل منهم التى وصلت لحد السخرية إلى تحد قوى للرد على المتطاولين، وقد كان شاهدنا أكبر لاعب فى الملعب “يلحس النجيلة” يدافع ويهاجم كان الكل يقاتل على قلب رجل واحد أمام فريق عاجز فاقد الروح يمتلك أسماء كل منها قادر على قيادة فريق بمفرده ولكنه مجرد اسم بدون روح ،بعد أن تفرغ النجوم لصبغات الشعر والتجهيز للإحتفالات.
الأهلى الذى تقدم بهدف من ضربة جزاء منحها له القدر بتهور المثلوثى لاعب الزمالك الذى دهس قدم أكرم توفيق لم يستطيع أن يصل بهجمة واحدة على المرمى الأبيض ولم يحصل على ضربة ركنية طوال اللقاء حتى أن التسديدة الوحيدة التى شكلت خطورة كانت من ضربة حرة لعبها وسام أبوعلي من خارج منطقة الجزاء.
ورغم التقدم ظل الأهلى بشبابة مثل “شيخ عجوز” غير قادر على الحركة فى الوقت الذى صال الزمالك وجال بلاعبيه الكبار وغامر مدربه بالدفع برأسى حربة حتى تحقق المراد واحرز البديل ناصر منسى هدف التعادل فى الدقائق الأخيرة بعد استهتار يحيى عطيه الله الذى لعب الكرة بالكعب ليخطفها لاعب الزمالك ويرسلها عرضيه لمنسى الذى مزق بها الشباك.
ولأن الكرة تخلص لمن اخلص لها ابتسمت ضربات الحظ الترجيحية للزمالك وادارت ظهرها للأهلى ليخسر المتكبر المغرور ويفوز المتواضع المجتهد ويضيف لرصيده بطولة افريقية جديدة وجائزة مالية غير متوقعة بلغت ٢ مليون جنية تساهم فى حل ازماته المالية ليدخل الموسم الجديد بثقة وانتعاشة كبيرة .
فى النهاية .. إدارة الأهلى مازال أمامها الفرصة لتصحيح الأوضاع وتدعيم الفريق بصفات سوبر بعد” نكسه السوبر” وقبل انطلاق الموسم الجديد ،خاصة وأن الفريق مقبل على بطولات محلية وافريقية وعالمية قوية الفوز بها او المنافسة عليها سيكون بمثابة المفتاح السحرى لمصالحه جماهيره وسوف يمنح الفريق ملايين الدولات ويعود به لمنصات التتويج .