روايات غريبة ..وحكايات “سّهيرة” تداولها الكثيرين من جماهير الزمالك عبر السوشيال ميديا ووسائل التواصل الاجتماعي، بداعي امكانية مشاركة النادي في كأس العالم للأندية لكرة القدم في أعقاب فوزه بكأس السوبر الأفريقي مؤخرا على حساب النادي الأهلي بطل دوري أبطال أفريقيا بركلات الجزاء الترجيحية 4 /3 .
بعض مسئولي الزمالك وعددا من لاعبيه القدامى أمثال، خالد الغندور، ومحمد عبد المنصف، وطارق السيد، وغيرهم، اطلقوا تصريحات “وهمية” أقل ما يقال عنها للاستهلاك الإعلامي فقط ولا تستند لواقع أو منطق أو معايير، وتماشيا مع الفرحة العارمة التي لا تزال تعيش فيها جماهير القلعة البيضاء والتي جاء مضمونها أنه من حق نادي الزمالك المشاركة في مونديال الأندية، ونسى هؤلاء أن بطولة كأس العالم للأندية يشارك فيها النادي المتوج بلقب دوري أبطال افريقيا والذي خاض ماراثون طويل من المباريات وصل إلى 14 مباراة بالتمام والكمال، واجه خلاله أقوى الأندية في القارة السمراء ذهابا وإيابا، كما قابلته الكثير من المصاعب حتى حقق هذا الإنجاز الكبير، وأن هذه المشاركة يحددها وحده فقط الاتحاد الدولي للعبة “FIFA “، وليست الجماهير أو اللاعبين القدامى أو الحاليين، ولا المدربين ولا مسئولي الزمالك ولا حتى الإعلاميين الذين ينتمون إليه، ولا يلتفت إليهم الفيفا من الأساس .
ما حدث من تصريحات تليفزيونية أو تصريحات للإعلام المقروء، ولا تزال آثارها ممتدة للسوشيال ميديا ليس له سوى تفسير وحيد فقط، وهو رفع الروح المعنوية لجماهير الأبيض والتي عانت كثيرا، وتتوق شوقا للمشاركة في مونديال الأندية الذي شارك فيه الغريم التقليدي، النادي الأهلي 8 مرات من قبل، والتاسعة العام القادم 2025 بنظام البطولة الجديد والمعدل بمشاركة 32 فريقا، من بينهم 4 أندية من القارة السمراء وهم، الوداد المغربي بطل أفريقيا2021، والترجي التونسي، صن داونز الجنوب أفريقي طبقا للتصنيف، إضافة إلى النادي الأهلي بطل أفريقيا 2023 والذي يشارك أيضا في بطولة الانتركونتيننتال التي لا يشارك فيها إلا الأندية أبطال القارات فقط وليست للكونفيدرالية، البطولة الأقل من الناحية الفنية، ومن ناحية الجوائز المالية، ولا بطولة السوبر التي تلعب من مباراة واحدة فقط، و” يا بختك يا ابو بخيت”، والتي تُدرج في عملية التصنيف التراكمي في” CAF ” بنقطة واحدة يتيمة، بينما المتوج بدوري الأبطال يحصد على 6 نقاط ، و5 للوصيف، أما بطل الكونفيدرالية فيحصل على 5 نقاط وأربع للوصيف .
من هنا يبدو أن مطالبات بعض من ينتمون إلى “البيت الأبيض” للفيفا هي بمثابة “ضحك على الذقون” وأقل ما توصف بأنها ساذجة لا تستند إلى معايير، وأن الفيفا لا يسمح للأندية، المشاركة في بطولاته الكبرى بالعاطفة أو الاستلطاف، والاتحاد الوحيد في العالم الذي يسمح لبطل السوبر القاري بالمشاركة في كأس العالم للأندية “سوبر جلوب” هو الاتحاد الدولي لكرة اليد فقط .
لفت نظري بقوة مؤخرا، ومن خلال متابعتي لما يحدث حاليا على مواقع التواصل الاجتماعي، وتحديدا “فيس بوك، أو تويتر X “، ومنذ لحظة فوز الزمالك بالسوبر الأفريقي للمرة الخامسة في تاريخه، والثانية على حساب على الاهلي خلال 30 عاما، وهما المرتين اللتين التقي فيهما الناديين الكبيرين على كأس السوبر القاري، وكان من نصيب الزمالك، حيث أن بعض اللاعبين مثل، شيكابالا، ونبيل عماد دونجا، وسيف الجزيري، ومحمد عواد، وناصر منسي، وغيرهم يساوون بين لقب السوبر الأفريقي الذي توج به الزمالك وبين لقب دوري الأبطال الذي أوضحت تقييمه بالنقاط آنفا، مع توضيح نقاط كل بطولة منهم طبقا للكاف.
إذا لا وجه للمقارنة مطلقا بين البطولتين، وأيضا لا يتساوى الفوز بنهائي القرن 2020 مع الفوز ببطولة السوبر 2024 بركلات الجزاء الترجيحية واعتبارها سوبر القرن ، شتان الفارق الشاسع بين البطولتين الذي يصب في صالح دوري الأبطال .
أخيرا.. ورغم التهاني الكثيرة التي قدمها الأهلأوية بمختلف فئاتهم، جماهير، أو لاعبين قدامى، أو مسئولين أو إعلاميين ينتمون للقلعة الحمراء، إلا أن نفرا قليلا من جماهير الزمالك استغلت ذلك بشكل خاطئ وتمادت في الاستهزاء والسخرية من الأهلي عقب الخسارة، وكأنها مباراة نهاية العمر، وهو أمر غير مقبول شكلا ولا مضمونا، وخصوصا أن ذلك أثار الاحتقان، وأن لقاءات الأهلي والزمالك لم ولن تنته، ولكنها ستستمر في كافة البطولات، وأن الرياضة عَلمتنا أنه لا يوجد فريق فائز دائما أو خاسر دائما، فيوم لك ويوم عليك، وبالتالي لا يبقى سوى تقديم التهنئة بروح رياضية للفائز وشد الأخير من أزر الخاسر، هكذا يكون الهدف من الرياضة، احتفل وأفرح وأقمْ الليالي المِلاح عند الفوز، ولكن مع تذكر مقولة الانجليزي وليام شكسبير،” تواضع عند النصر وابتسم عند الهزيمة”، أي لا “يركبك الغرور” الذي يصل بك للتقليل من منافسك، “مش كده والا إيه ” ؟