لا حديث يدور في الشارع الكروي بصفة عامة والزملكاوي بصفة خاصة منذ 48 ساعة مضت وحتى الآن إلا عن تجاهل “CAF ” عمدا من وجهة نظر الزملكاوية أنفسهم عدم اختيار زيزو لجائزة احسن لاعب داخل القارة السمراء، وهو ما تسبب في انقلاب الدنيا رأسا على عقب واعتبرها الزملكاوية ( لاعبين قدامى وحالين، مدربين وخبراء، إعلاميين وجماهير) بمثابة مؤامرة كونية “لوذعية ” أجهضت حق نجم الأبيض في التتويج بها، رغم سفره بصحبة وفد كبير ضم، رئيس النادي وبعض أعضاء مجلس الإدارة، إضافة إلى والده لحضور حفل تكريم الكاف له في المملكة المغربية، ظنا منه أن الجائزة سترضخ له لا محالة، إلا أن الصدمة كانت كبيرة وذهبت لمن لا يستحقها ؟!
والشيء بالشيء يذكر وبالقياس على الجانب الآخر، لماذا لم يعتبر الأهلاوية عدم فوز حسين الشحات بنفس الجائزة مؤامرة ؟! رغم أن الشحات لعب دورا مؤثرا في تتويج الأهلي بأكبر بطولة في القارة وهي دوري الأبطال للمرة الثانية عشر في تاريخ الاهلي والقارة قاطبة، في رقم قياسي جديد للمارد الأحمر.
لو نظرنا وتفحصنا جيدا وقرأنا ما بين السطور لتبين لنا أن بطولة الكونفيدرالية يشارك فيها ثالث ورابع الدوري في الاتحادات المحلية ( الأهلية) بأفريقيا وليس الأندية الأوائل، أبطال الدوري في بلدانهم أو الأندية الوصيفة، وهنا يكمن الفارق .!!
الفوز بالكونفيدرالية، إضافة إلى السوبر الافريقي ليس مقياسا لتتويج الزمالك بجائزة أحسن نادي، لأن السوبر بطولة تقام من مباراة واحدة وليس مشوار ممتد إلى أربعة عشر مباراة مثل دوري الأبطال الذي يواجه خلاله البطل فيه أقوى فرق القارة.
إذا هناك معايير للاختيار، ولكن الزملكاوية اعتبروا عدم فوز ناديهم بجائزة الأحسن مؤامرة كونية “لوذعية”، وهو كلام غير منطقي لسبب بسيط جدا، وهو أن الزمالك نفسه سبق وفاز على الترجي ٣ /١ في السوبر الأفريقي الذي احتضنته العاصمة القطرية الدوحة في فبراير 2020 وكان في نفس الموسم 2019/2020، قد توج بالكونفيدرالية ومع ذلك لم يتوج النادي بجائزة الأفضل في إفريقيا آنذاك ولكن توج بها الترجي حامل لقب دوري الأبطال، ومع ذلك لم ينطق أي من إعلامي الزمالك أو الجماهير أو المحسوبين على النادي بكلمة واحدة ولم نسمع أو نرى توجيه اتهاما واحدا للكاف بوجود مؤامرة على النادي الأبيض .!!
لكن عندما يتعلق الأمر بفوز الأهلي بالجائزة التي سبق وحصل عليها ٦ مرات من قبل عن جدارة واستحقاق، إضافة إلي اللقب الأخير هذا العام ليصل إلى الرقم “٧” رقم قياسي، فإن الوضع يختلف لدى الزملكاوية، بل ويقود نجومه السابقين المحسوبين على الإعلام أمثال، خالد الغندور، وأحمد حسام ميدو، ورضا عبد العال حملة لمهاجمة الاتحاد الافريقي، على اعتبار أن ناديهم فاز ببطولتين، الكونفيدرالية، والسوبر الافريقي، بينما الأهلي حصل على بطولة واحدة وهي دوري أبطال افريقيا. !!
الأهلي نفسه واصل تحطيم الأرقام القياسية على كافة المستويات، ومنها القارية بالتتويج بجائزة أحسن نادي في افريقيا 7 مرات متفوقا على جميع منافسيه الذي يعد أقربهم مازيمبي الكونغولي، صاحب جائزة الأحسن ثلاث مرات فقط، بينما لم يفز بها الزمالك نفسه، الذي يشجب ويندد ويتوعد ويشكك باللقب سوى مرة واحدة . !!
وإذا كان الأهلي قد مارس هوايته المعتادة في تحطيم الأرقام القياسية فإن نجمه محمد أبو تريكة ونجم منتخب مصر الأسبق يعد صاحب الرقم القياسي للفوز بجائزة أحسن لاعب داخل القارة أربع مرات من قبل، فهل تتويج تريكة بهذه الجائزة التي فشل زيزو في الفوز بها يعد مؤامرة مقصودة من الكاف على الزمالك ونجومه .؟ !!
لذلك أرى أن الزمالك لن يتوج بجائزة الأفضل مستقبلا إذا عاش في دور المظلوم على طول الخط، مع اعترافنا بمجاملة CAF لباتريس موتسيبي رئيس الاتحاد الأفريقي بمنح مواطنه رونوين ويليامز حارس مرمى صن داونز ومنتخب جنوب أفريقيا، جائزتي أحسن لاعب، وأحسن حارس مرمى في القارة دون أن يحقق ناديه بطولة واحدة سوى دوري السوبر ليج الأفريقي ( التفصيل) الذي أقيم مرة واحدة، والمساهمة مع منتخب بلاده في حصوله على المركز الثالث في كأس الأمم الأفريقية الأخيرة التي توج بها الأفيال، إلا أنه بما أن الاختيار قد تم والكاف كرم المتوجين به، وحسم الأمر فيجب على الجميع أن يغلق الصفحة وينظر للأمام، مع الوضع في الاعتبار أن نجمنا وكابتن منتخبنا الوطني محمد صلاح وأحد أفضل عشرة لاعبين في العالم أجمع قد تعرض لظلم بيّن بعدم منحه جائزة الأفضل في القارة السمراء هذا العام 2024، رغم أرقامه القياسية في دوري أبطال أوروبا، وفي “الشامبيو نزليج” مع ليفربول، إلا أنه تم منح الجائزة للاعب النيجيري (أديمولا لوكمان ) لاعب أتالانتا الإيطالي، ومع ذلك فإن صلاح نفسه لم يشغل نفسه بما تم، لأن الملايين في أنحاء المعمورة يعلمون جيدا أنه واحدا من أحسن لاعبي العالم وليس في أفريقيا فقط، وبالتالي فإن الجائزة لن تضيف له شيئا، وإن كانت الجائزة نفسها قد خسرت تتويج صلاح بها .
وجهة نظري الشخصية أن ما يفعله بعض لاعبي الزمالك القدامى حاليا والذين يطلقون على أنفسهم إعلاميين لن يغير من الواقع شيئا، وأن تبنيهم وجهة نظر معينة وانسياق مسؤولي الزمالك خلفهم لن يؤتي أكُله، حتى لو كان كاف قد خان الزمالك كما يردد بعضهم، وكله “يظيط في الظيطة” إلا أن الواقع يقول.. الحدث انتهى وكله غادر المغرب عائدا إلى بلاده، وبقى التناحر وتحليل ما حدث بين الزملكاوية على الشاشات وفي السوشيال ميديا فقط، وعلى الجميع أن يعمل ويجتهد لتعويض الإخفاق الذي حدث هذا العام، على أمل تحقيق فوز مؤكد العام القادم بإذن الله .