لم أفهم ما هي الحكمة التي بنت على أساسها رابطة الأندية قرارها في تجاهل معاقبة نبيل عماد دونجا لاعب نادي الزمالك، والذي جذب أمين عمر الحكم الدولي من قميصه أثناء مباراة الزمالك وسيراميكا كليوباترا في الجولة الخامسة من بطولة الدوري الممتاز لكرة القدم والتي انتهت بالتعادل الإيجابي 1/1 وشاهد هذه اللعبة عبر شاشات التلفاز الملايين من الجماهير التي تابعت المباراة . !!
هذه الواقعة جعلتني أطرح عدة أسئلة لعلني أجد الإجابة عليها التي قد تريحيني وتريح الجميع.
سؤالي الأول، هل الحكم الدولي أمين عمر أعتقد أن دونجا كان يمزح معه عندما جذبه من قميصه، اعتراضا على أحد قراراته وبالتالي رفض الالتفات له في الملعب .؟!
لماذا تجاهل أمين عمر تدوين هذه الواقعة في تقريره الذي قدمه للجنة الحكام الرئيسية بعد المباراة، رغم هجوم إعلام الزمالك عليه . ؟!
كيف لرابطة الأندية أن تتجاهل توقيع عقوبة على دونجا في واقعة لا تقبل الشك أو التأويل حتى لو لم يسجلها الحكم في تقريره، حيث أنها بفعلتها هذه لم تحافظ على كرامة الحكم ولا على الحكام ومنحت الفرصة للاعبين آخرين لفعلها مستقبلا .؟
ما هو موقف الرابطة ولجنة المسابقات “المبجلة” إذا تكررت هذه الواقعة من قبل أحد اللاعبين في الأندية الأخرى تجاه حكما ما خلال اللقاءات المقبلة، وظني أنها قد تتكرر مرارا وتكرارا عمدا، ” والراجل” فيكم يوقع عقوبة على مرتكبها، حيث أن الكل سيقول “اشمعنى” دونجا.؟!
هل سيكون قرار اللجنة المنوط بها إرساء العدالة بين كافة الأندية إذا دوّن حكما ما واقعة مشابهة بالتمام والكمال لواقعة دونجا في تقريره مستقبلا، سيتم معاقبته أم سيتم غض الطرف عنها وكأنها لم تكن . ؟
الحقيقة أن هذه الواقعة أثارت لغطا كبيرا في الشارع الكروي وكشفت عن طريقة تعامل رابطة الأندية ولجنة المسابقات، بل واتحاد كرة القدم نفسه مع الأندية، حيث وضح للجميع سياسة الكيل بمكيالين التي يكيل بها القائمون على كرة القدم على أرض المحروسة أثناء تعاملاتهم مع الأندية، وأن الألوان يتم النظر إليها جيدا من قبل القائمين على اللعبة في ملاعبنا المختلفة قبل اصدار أي قرار، بل أن مصائر الغير أصبحت مرهونة بضمير أصحاب القرار، وهو أمر يبدو خطيرا للغاية وينفي الشفافية التي كان يجب أن يتمتع بها من يشرفون على تنظيم كافة المسابقات المصرية.
واقعة الجذب التي كان من المفروض أن يُعاقب عليها اللاعب وتصل إلى الإيقاف أربعة مباريات وغرامة مالية كبيرة، بعيدا عن النظر للون القميص الذي يرتديه دونجا، أو النادي الذي يلعب له، فقد وضح أن الرابطة الموقرة “ما جاش لها قلب” تعاقب لاعب الزمالك وفريقه يقترب من فقد نقطتين ثمينتين في طريق المنافسة على بطولة الدوري. !!
لقد شاهدت بأم عيني مثل الملايين غيري تصرف أمين عمر الحكم الدولي، وكيفية تجاهله عامدا متعمدا في تقريره تدوين واقعة جذبه من قميصه على يد لاعب الزمالك نبيل عماد دونجا في منظر مخزي ومؤسف يؤكد على أن التحكيم في بلادنا يسير من سيئ إلى أسوأ، وكأن لمس قميص أمين عمر لا ينقض الوضوء، الأمر الذي جعله يتساهل مع لاعب الزمالك، الذي لم يكتف بلمسه فقط ولكن جذبه بالقوة من الخلف وهو يجري، وبالتالي فهو هنا يجوز، وحلالٌ، حلالٌ، حلالٌ، والعوض على الله في منظومة الكرة المصرية .!!
يا رابطة الأندية، يا لجنة المسابقات الموقرة، الواقعة ظاهرة للجميع، والتغاضي عنها دون معاقبة مرتكبها، يعني بلا شك تكرارها مستقبلا، وإذا تمت معاقبة مرتكبها حين فعلها في مباراة ما ستكشفون عن نواياكم السيئة وانتماءاتكم المفضوحة التي تؤكد على أنكم لا تستحقون أن تكونوا في هذه المكانة أو تأمنون على مصالح الأندية، وعليكم تقديم استقالاتكم جميعا حينها وإراحتنا من طلتكم البهية في وسائل الإعلام المختلفة، لأن مساندة ناد على حساب اللوائح وغض البصر عن معاقبة لاعب يسانده إعلام فئوي بالباطل يفقد المسابقة الأولى مصداقيتها.. “مش كده وإلا إيه” . ؟!