مسلسل تجديد عقد أحمد السيد مصطفى زيزو، لاعب نادي الزمالك والمنتخب الوطني أو رحيله لا يزال مستمرا، وخصوصا بين جماهير النادي، حيث لم ينته بعد، فقد نسجت حوله القصص والروايات والحكايات ما بين رحيله للاحتراف في أحد الأندية السعودية وهي المعلومة الصحيحة والمؤكدة التي انفردت بها وذكرتها صراحة قبل 21 يوما بالتمام والكمال في إحدى حلقات برنامج “الملعب” على القناة الفضائية المصرية، عندما حللت ضيفا بالبرنامج مع الزميل العزيز الإعلامي نادر الخياط، بدعوة كريمة من رئيس التحرير الصديق العزيز محمد عبد الهادي، وقلت حرفيا آنذاك، مهما فعل الزمالك ومهما سرب بعض الأخبار عن بقاء نجم الزمالك لوسائل الإعلام فإن اللاعب سيرحل لا محالة، لأن رحيله سيكون هو الحل لحل جميع مشاكل الزمالك المستعصية والتي تعد أغلبها إن لم تكن جميعها مشاكل مادية بحتة .
الآن يتأكد ما قلته بالنص، والزمالك في طريقه بالفعل لبيع عقد زيزو والذي ينتهي بنهاية الموسم الحالي 2024/2025 بمبلغ مالي كبير لن يقل عن 4 ملايين دولار، أو على الأقل إعارته لمدة 6 أشهر بمبلغ لن يقل عن المليون ونصف المليون دولار، قد تساهم في “فك زنقة الأبيض” والتي لن تستمر طويلا بالمسكنات أو باقتراض النادي من بعض مؤسسات الدولة، أو تبرعات المحبين للنادي مثل ممدوح عباس رئيس نادي الزمالك الأسبق الذي دفع الكثير وساهم في حل الكثير من مشاكله ومن أجل هذا وذاك، زيزو يقترب بقوة من دوري “روشن” السعودي في الميركاتو الشتوي الحالي، حتى لو تم تجديد تعاقده مع الزمالك، فإن هذا يأتي للمحافظة على حقوق النادي، فإذا تم التجديد بشروط والد اللاعب ستنتهي المهمة بنجاح، وإذا فشل مسؤولي النادي في التوصل لاتفاق نهائي وتلبية طلبات والد زيزو فإنه سيرحل مجانا ما يعد ضربة قاضية لمجلس إدارة “البيت الأبيض” برئاسة حسين لبيب .
وفي هذا الإطار فإن التجديد للاعب مع منحه 100 مليون جنيه في الموسم الواحد أو حتى 80 مليون جنيه سيحدث انقساما كبيرا داخل “أوضة اللبس”، خصوصا أنه لا يوجد لاعب تخطى الثلاثين مليونا في الموسم الواحد داخل الفريق، علاوة على أن النادي أصلا يعاني من أزمة مالية طاحنة، ويبحث عن طريقة لتوفير سيولة مالية يمكن أن يجدد بها لعدد من نجومه أمثال عبد الله السعيد، وعمر جابر، ونبيل عماد دونجا، ومحمود حمدي الونش، وحمزة المثلوثي، الذين تنتهي عقودهم بنهاية الموسم الحالي .
واتساقا مع موقف النادي من اللاعب يستحضرني “إفيه” للفنان الكبير الراحل فؤاد المهندس في فيلم “أخطر رجل في العالم”، والذي كان يقول فيه “السنجة في الرنجة، والفلة في المنافلة، والعبارة في الدٌبارة، والفيل في المنديل”، وهو ما ينطبق على ما يحدث حاليا في موضوع زيزو وحيرة جماهير الأبيض من غموض الصورة وعدم وضوح الحقيقة كاملة أمامهم بالنسبة لنجمهم المفضل .
وما بين تمسك الزمالك باللاعب من الناحية الظاهرية أمام الإعلام والجماهير، وبين الفشل حتى الآن في توفير المبلغ المالي اللازم للتجديد، فإن الواقع الحالي يقول.. “العين بصيرة والأيد قصيرة”، وهو ما جعل بعض أعضاء مجلس الإدارة يتمنون رحيل اللاعب للاحتراف حتى يتم “فك الزنقة”، خاصة أن رحيل زيزو لن يؤثر على مسيرة الزمالك، فهناك من يستطيع تعويض غيابه، بل أن هناك من يؤكد على أنه لا يستحق المبلغ الكبير الذي يطالب به حتى يوافق على التجديد، فلم يسبق له أن حصل على دوري أبطال أفريقيا مع الزمالك، ولم يشارك معه في كأس العالم للأندية، إضافة إلى أنه صاحب أشهر ركلة ترجيح ضائعة في تاريخ الكرة المصرية خلال الثلاث عقود الأخيرة في مباراة مصر والسنغال الشهيرة في المباراة الحاسمة بالتصفيات الأفريقية المؤهلة لنهائيات كأس العالم الماضية، والتي أضاع معها حلم “أمة” وأجهض فرحتها في عدم الوصول إلى مونديال قطر 2022 .
والسؤال، هل ينجح النادي في الإبقاء على اللاعب ..أم أن بقاءه أصبح يمثل هاجسا وسيرحل حتما للاحتراف الخليجي، ومن ثم سينعش معه خزينة النادي الخاوية و”ينغنغ” القلعة البيضاء، و”يبغدد ” النادي بعائد بيع عقده أو إعارته لأحد الأندية السعودية على فرق النادي الرياضية في مختلف الألعاب، مع منح العاملين بالنادي مرتباتهم المتأخرة منذ عدة أشهر.
المؤكد أن كل هذا سيظهر جليا خلال الأيام المقبلة، وقبل موعد إغلاق باب القيد الشتوي الرسمي في الثامن من فبراير القادم وبوقت كاف .