✍️ محمد أشرف
رغم أن الموسم لم ينتهِ بعد، سارع نادي ليفربول بتجديد عقد قائده الهولندي فيرجيل فان دايك حتى عام 2027، في خطوة أثارت تساؤلات البعض، خاصة مع بداية مرحلة انتقالية يقودها المدرب الجديد آرني سلوت. لكن بقراءة هادئة للمشهد، يتضح أن القرار لم يكن عاطفياً أو تقليدياً، بل مدروسًا بعناية ويحمل أبعادًا فنية ونفسية وإدارية عميقة.
1. رسالة استقرار من الإدارة
في أولى خطواته بعد إعلان رحيل يورغن كلوب، أراد مجلس إدارة ليفربول أن يبعث برسالة واضحة: المشروع مستمر، والركائز الأساسية باقية. تجديد عقد فان دايك – قائد الفريق – جاء ليؤكد أن فلسفة النادي لن تنهار برحيل المدرب الألماني، بل ستتجدد وتُبنى على الثوابت لا الفوضى.
2. دور القائد لا يُقاس بالعمر فقط
رغم بلوغه سن الـ32، ما زال فان دايك يحظى بمكانة لا ينازعه فيها أحد داخل غرفة الملابس. شخصيته القيادية، هدوءه في التعامل مع الضغوط، وقدرته على التوجيه داخل الملعب وخارجه، كل هذه عوامل يصعب تعويضها بمجرد صفقة جديدة أو نجم شاب.
3. عنصر الخبرة في قلب الدفاع
كرة القدم الحديثة أصبحت أكثر اعتمادًا على المدافعين القادرين على بناء الهجمات من الخلف، وفان دايك يجمع بين القوة الدفاعية والذكاء في التمرير والتمركز. في ظل صعود عدد من اللاعبين الشباب في خط الدفاع مثل كوناتي، تبدو حاجة ليفربول لعنصر الخبرة أكثر أهمية من أي وقت مضى.
4. دعم للمدرب الجديد
آرني سلوت، القادم من فينورد، سيدخل تجربة جديدة في الدوري الإنجليزي. وجود أسماء كبيرة وذات ثقل مثل محمد صلاح وفان دايك سيكون بمثابة درع واقٍ له في بداية مشواره. تجديد عقد فان دايك يعني أن المدرب الجديد سيبدأ مشواره بجانب قائد يؤمن بالمشروع، وقادر على نقل أفكاره إلى باقي المجموعة بسلاسة.
5. تجنب سيناريو الرحيل المجاني
من الناحية الاقتصادية، كان تجديد عقد فان دايك ضرورة أيضًا. اللاعب كان على وشك دخول عامه الأخير، مما كان سيمنحه فرصة للرحيل مجانًا في الصيف المقبل. بتجديد عقده لعامين إضافيين، ضمن النادي استقراره الرياضي، وحافظ على قيمة أحد أصوله الكبرى.
الختام :
خطوة ليفربول بتجديد عقد فان دايك ليست مجرد تجديد إداري روتيني، بل انعكاس لرؤية فنية وإستراتيجية لبناء فريق قادر على المنافسة في ظل التغييرات الكبيرة المقبلة. فان دايك ليس مجرد مدافع، بل هو “العمود الفقري” لفريق يحمل طموح العودة إلى منصات التتويج سريعًا.