✍️ محمد محمود
حقق ريال مدريد فوزًا قاتلًا على ضيفه أتلتيك بلباو بهدف دون رد، في اللقاء الذي جمع الفريقين على ملعب سانتياجو برنابيو ضمن منافسات الجولة 32 من الدوري الإسباني. هدف اللقاء الوحيد جاء بتوقيع فيديريكو فالفيردي في الدقيقة 90+3، من تسديدة صاروخية داخل منطقة الجزاء، حسم بها النقاط الثلاث لفريقه في وقت قاتل.
الفوز أبقى على آمال ريال مدريد في ملاحقة المتصدر برشلونة، بعد أن رفع الفريق الملكي رصيده إلى 69 نقطة في المركز الثاني، بفارق 4 نقاط عن الغريم الكتالوني، ليبقي الصراع مفتوحًا على لقب الليجا حتى الجولات الأخيرة.
دخل ريال مدريد المباراة بتشكيل شهد بعض التغييرات، حيث دفع المدير الفني ببعض العناصر التي تنوعت أدوارها ما بين الدفاع والوسط، أبرزهم فالفيردي الذي لعب دورًا مزدوجًا وكان نجم المباراة بلا منازع بهدفه الحاسم. واصل كورتوا تألقه في حماية المرمى، فيما تحرك فينيسيوس ورودريجو كثيرًا دون خطورة حقيقية حتى اللحظات الأخيرة.
على الطرف الآخر، قدّم أتلتيك بلباو مباراة قوية على المستوى الدفاعي والتكتيكي، ونجح في غلق المساحات على لاعبي ريال مدريد، قبل أن تنهار مقاومته في الوقت بدل الضائع.
الإحصائيات الأخيرة للفريقين تعكس تباينًا في المستوى؛ ريال مدريد حصد 4 انتصارات في آخر 5 مباريات، ما يؤكد عودته التدريجية للثبات، بينما اكتفى بلباو بتعادلين وفوز في آخر جولتين، مما يعكس تذبذبًا في الأداء رغم الروح القتالية التي ظهر بها في مواجهة الملكي.
الفوز أمام بلباو لا يحمل فقط أهمية في سباق النقاط، بل يمنح الريال دفعة معنوية هائلة قبل الجولات الحاسمة، خاصة وأنه جاء في توقيت قاتل يعكس شخصية الفريق وقدرته على الحسم حتى الثواني الأخيرة.
واقعية أنشيلوتي وقوة الدكة تصنع الفارق
ظهر ريال مدريد أمام أتلتيك بلباو بأداء متوازن بين الواقعية والحذر، وهو ما يعكس أسلوب المدرب كارلو أنشيلوتي في التعامل مع المباريات المعقدة. رغم أن الأداء الهجومي لم يكن في أفضل حالاته خلال أغلب فترات اللقاء، إلا أن التغييرات التي أجراها المدرب الإيطالي منحت الفريق عمقًا هجوميًا أكبر في الدقائق الأخيرة.
فالفيردي، الذي بدأ المباراة كلاعب وسط يمين، تحرك بحرية كبيرة في الشوط الثاني، وكان له الكلمة العليا بعد أن استغل المساحات المتأخرة في دفاع بلباو. هذا التحول في تمركزه يؤكد مرونة اللاعب التكتيكية وثقة أنشيلوتي به كأحد مفاتيح الحل في المباريات المغلقة.
كما برز دور لوكا مودريتش في إدارة الإيقاع، خاصة في لحظات الضغط، بينما عانى بيلينجهام من الرقابة اللصيقة التي فرضها عليه وسط بلباو، مما قلل من تأثيره الهجومي. في المقابل، لم ينجح فينيسيوس ورودريجو في خلق فرص حقيقية طوال المباراة، وهو ما يدل على أن ريال مدريد ما زال بحاجة لزيادة الفاعلية الهجومية في الثلث الأخير.
الانتصار في هذا التوقيت، وبهذه الطريقة، يعكس شخصية الفريق وقدرته على تحقيق الفوز حتى عندما لا يكون في أفضل حالاته الفنية، وهي سمة الأبطال في السباق نحو اللقب.