✍️ أحمد سمير
بقلوب يملؤها الحزن والأسى، ودّع الوسط الرياضي المصري خلال الأيام القليلة الماضية اثنين من أبنائه المخلصين، إبراهيم شيكا و سعد محمد، لاعبي الزمالك السابقين، بعد معاناة طويلة مع مرض السرطان، لم يُقابلها النادي بالدعم المنتظر أو حتى الحد الأدنى من الواجب الإنساني تجاه من حملوا قميصه ودافعوا عنه بكل إخلاص.
وفي الوقت الذي انتظر فيه الجميع أن يكون نادي الزمالك السند الأول لهؤلاء اللاعبين، جاءت تصريحات زوجة إبراهيم شيكا صادمة، حين أكدت أن النادي تجاهل حالته الصحية تمامًا، ولم يهتم بعلاجه، بل إن أحد أعضاء مجلس الإدارة عرض مبلغًا هزيلًا لا يتجاوز 3000 جنيه، وكأن هذا الرقم قد يكفي لعلاج حالة صعبة كالتي كان يمر بها.
وأضافت زوجته، وهي منهارة، أن النادي لم يتابع حالة زوجها، ولم يُرسل من يسأل عنه حتى في أصعب لحظات مرضه، وأنها ذهبت مرارًا وتكرارًا تستغيث، لكن لم يستجب لها أحد.. فهل هذا لا يستحق تحقيقًا عاجلًا؟! هل تجاهل إنساني بهذا الشكل لا يستدعي وقفة صارمة من أعلى الجهات؟!
وعلى الجانب الآخر، لم تكن حالة سعد محمد أفضل كثيرًا، حيث تحدث أصدقاؤه وأقاربه عن الإهمال ذاته، مؤكدين أن نادي الزمالك لم يتحرك لمساعدته كما ينبغي، ولم يُظهر الحد الأدنى من الوفاء للاعب شاب كان يحمل آمالًا كبيرة في مستقبله، لكنه رحل في صمت، وترك خلفه الكثير من الأسئلة الحائرة.
وفي ظل هذه الوقائع المؤسفة، نرى أن الزمالك دفع خلال عام واحد ما يتجاوز 300 مليون جنيه في صفقات لا جدوى منها، شملت أسماء مثل إبراهيم نداي، سامسون، زكريا الوردي، ياسر حمد، مهاب ياسر، وغيرهم.. لاعبون جاءوا ورحلوا دون أن يضيفوا شيئًا، بينما أبناء النادي الحقيقيين تُركوا يُصارعون المرض بمفردهم.
في المقابل، رأينا كيف تعامل النادي الأهلي مع نجمه مؤمن زكريا، وقدم له الدعم الكامل ماديًا ومعنويًا، ليس كمنحة، ولكن باعتباره حقًا أصيلًا له على ناديه، وهو الفرق بين من يفهم قيمة الانتماء، ومن يتاجر بالشعارات.
الرسالة واضحة:
لا بد من فتح تحقيق عاجل في هذه الوقائع المؤلمة.
لا بد من محاسبة كل من قصّر في واجبه الإنساني والأخلاقي تجاه إبراهيم شيكا وسعد محمد.
ولا بد أن يُعيد الزمالك النظر في أولوياته، لأن من يهمل أبناءه في المحنة، لا يستحق أن يرفع شعارات العراقة والانتماء.
الرحمة والمغفرة لأرواحهم الطاهرة، ولأهلهم وذويهم الصبر والسلوان.
وللزمالك.. إما أن يتطهر من هذا الإهمال، أو لا يستحق أن يكون اسمه نادي القيم والمبادئ