✍️ محمد الشريف
مرة جديدة، يسقط الإسماعيلي في فخ التعادل، وهذه المرة أمام سموحة، في مباراة كشفت حجم الأزمة الفنية والنفسية التي يعيشها فريق كان يومًا ما من أعمدة الكرة المصرية، لكنه اليوم يقاتل من أجل البقاء في دوري الأضواء، دون ملامح واضحة لنجاة قريبة.
رغم العودة في النتيجة والتعادل بهدف نادر فرج، إلا أن المشهد العام يُثير القلق أكثر من الاطمئنان، فالروح القتالية التي كانت تُميز الدراويش غائبة، والانضباط التكتيكي تائه، والعشوائية باتت السمة الغالبة على الأداء، وكأن الفريق يلعب بدون هوية أو مشروع.
الإدارة تقف في موقف المتفرج، تراقب نزيف النقاط دون أن تحرك ساكنًا، وكأن البقاء أو الهبوط أمر ثانوي، بينما يعاني الفريق من نقص الخبرات الفنية، وتذبذب مستوى اللاعبين، وغياب الشخصية داخل الملعب. الأخطر من ذلك أن كل مباراة تمر تؤكد أن الإسماعيلي ليس فقط في أزمة نتائج، بل في أزمة كيان.
المدرب يعتمد على حلول فردية أكثر من بناء منظومة، ولا يوجد توظيف واضح لإمكانيات اللاعبين، كما أن التغييرات تأتي غالبًا متأخرة، بلا تأثير حقيقي على سير المباراة. حتى التعادل أمام سموحة لم يكن نتاج خطة أو ضغط، بل لحظة فردية أضاءت في ظلام دامس.
الأمر المقلق أن المنافسين في مجموعة تفادي الهبوط يملكون دوافع أكبر، وخطط أوضح، واستقرار نسبي يجعلهم أكثر قدرة على جمع النقاط، بينما الإسماعيلي، بثقله التاريخي وجماهيريته، يبدو كمن يسير في طريق الهبوط بلا مقاومة حقيقية.
اللاعبون الصغار يفتقدون للقيادة داخل الملعب، فلا يوجد نجم يحمل الفريق على كتفيه، ولا صوت مسموع في غرفة الملابس، والإدارة لم تنجح في إبرام صفقات تحدث الفارق، أو في خلق أجواء استقرار تساعد على استعادة التوازن.
الحقيقة المُرّة أن الإسماعيلي اليوم يواجه خطرًا وجوديًا، ليس فقط بالهبوط، ولكن بانهيار المنظومة بالكامل، وفقدان الثقة في مشروع العودة، في ظل غياب الرؤية، وتراجع الطموح، والاكتفاء بردود الأفعال بعد كل إخفاق.
الإسماعيلي “بيضيع”.. والجماهير تصرخ، لكن لا أحد يتحرك، ولا يبدو في الأفق من يمكنه اللحاق بسفينة تغرق بصمت، فيما الزمن يضيق، والمباريات تنفد، والقلعة الصفراء على وشك الانهيار.