تدخل غير مفهوم ذلك الذي أقدم عليه خالد فتحي رئيس الاتحاد المصري لكرة اليد، مستغلا صلاحياته كرئيس للاتحاد، بعدما رضخ لضغوط مسؤولي نادي الزمالك، وهو النادي الذي ينتمي له من أجل السماح لناديه بالمشاركة في بطولة العالم “سوبر جلوب” للأندية الأبطال، رغم أنه ليس من حقه المشاركة في البطولة، نظرا لعدم تتويج ناديه بلقب الدوري المحلي أو السوبر الأفريقي.
الأهلي كان قد أخطرالاتحاد الأفريقي لكرة اليد في وقت سابق بمشاركته في البطولة كمنظم للحدث الكبير وهو ما يمنح الفرصة لوصيف السوبر الأفريقي، الترجي التونسي للمشاركة في البطولة بجانبه إلا أن خالد فتحي لم يعجبه ذلك فقرر التدخل على الفور “والعكننة” على الأهلي وإرسال خطاب آخر للاتحاد الدولي يخطره فيه بمشاركة الزمالك كمستضيف للبطولة والأهلي كبطل للسوبرالأفريقي”عافية”، على اعتبار أن مصر هي المنظم ومن حقها مشاركة فريقان منها، البطل المحلي والمستضيف !!
خالد فتحي”الفاشل” إداريا، قاتل حتى يحقق هدفه بمنح الزمالك فرصة المشاركة رغم فشل الفريق في الحصول على الدوري، أوالسوبر الأفريقي، وكذلك كأس الكؤوس الافريقية للعبة، بل والأغرب أن ناديه سيتم مكافأته باختيار مجموعته وهو وصيف الدوري وليس البطل، بينما بطل أفريقيا الحقيقي وبطل الدوري المحلي سيكتفي بوضع يده على خده ويغني ظلموه ..بصراحة “اللي اختشوا ماتوا” ؟!!
إذا كان خالد فتحي قد جاء على رأس الاتحاد من أجل خدمة نادِ واحد وهو الزمالك على حساب اللعبة فإنني أقول له الفشل ينتظرك لا محالة، وليس معنى فوز منتخب مصر بالمركز الخامس في كأس العالم الأخيرة للعبة التي أقيمت في المجر وكراوتيا والنرويج، والفوز بكأس الأمم الأفريقية ما هو إلا تتويج لجهد جهاز فني ولاعبين لم يكن لفتحي نفسه أو ومجلس إدارة الاتحاد أي دور فيه على الإطلاق .
وسؤالي لرئيس الاتحاد ..أين التطوير الذي سبق وأعلنت عنه منذ أن وطأت أقدامك مبني الاتحاد كرئيسا له، أم أنك قد جئت لتبوأ مقعدك الوثير من أجل مجاملة صديقك حسين لبيب وإنقاذ ما يمكن انقاذه وحفظ ماء وجهه بعدما فشلت ألعاب الصالات في الزمالك فشلا ذريعا هذا الموسم .
قد يعتقد خالد فتحي أنه سيفعل بكرة اليد ما يشاء دون أن يجد من يحاسبه ولكن ما يخطط له فتحي واعتبار اتحاد اليد في قرارة نفسه “عزبة خاصة” له سيتصرف فيها كيفما هو أمر لن يقبله الرأي العام أو بعض من يتطلعون لخدمة اللعبة من داخل مجلس إدارة الاتحاد نفسه، وعليه عدم اللعب بالنار وأن تكون قرارات مجلس الإدارة على “ترابيزة” الاجتماعات من أجل الصالح العام وليس لرد الجميل لأصدقائه، وخاصة أن أي قرار يجب أن يكون بموافقة الأغلبية وإلا سيهدم فتحي ما بناه رئيس الاتحاد الدولي الحالي د.حسن مصطفى عندما كان رئيسا للاتحاد المصري للعبة سابقا وساهم في وضع منتخب مصر بين أعظم منتخبات العالم ويبتاهى به المصريين دائما .
بقي أن نشير إلى أن تبريرات فتحي بمشاركة الزمالك في بطولة العالم في الفترة من 26 سبتمبر وحتى الثاني من أكتوبر القادم، كدعم لكرة اليد المصرية ورفع مستواها هو كلام لا يمت للحقيقة بصلة، وقوله أن ميزة إختيار مجموعة المستضيف أمر لا يعنيني وهو من إختصاص الإتحاد الدولي لكرة اليد هو بمثابة ” ضحك على الدقون” ليس إلا، ولكن الواضح أن استنجاد الزمالك به جاء لتنفيذ مخطط خدمة النادي مثلما كان يفعل هشام نصر نائب رئيس مجلس إدارة الزمالك الحالي في الاتحاد السابق .
الغريب أيضا أن اجتماعات اتحاد اليد تشهد خلافات كبيرة منذ انتخاب المجلس الحالي في ديسمبر 2024 الماضي بسبب محاولات خالد فتحي السيطرة على مقاليد الأمور بمفرده على حساب باقي أعضاء المجلس، مع تهميش دور خالد ديوان نائب رئيس الاتحاد ورئيس المكتب التنفيذي، والذي رفض فتحي مساندته في انتخابات اللجنة الأوليمبية الأخيرة، ولم ينصفه في الترشح لعضوية اللجنة وهو ما تسبب في اعتذار ديوان في اللحظات الأخيرة عن خوض الانتخابات، على الرغم أنه لولا حملة خالد ديوان وتحركاتها القوية وزياراتها لأعضاء الجمعية العمومية لنيل ثقتهم قبل الانتخابات ما نجح خالد فتحي في الوصول لمقعد رئاسة اتحاد اليد ولم يكن ليحلم به.
أخيرا..وجهة نظري الشخصية أن استمرار الصراع الدائر داخل اتحاد اليد وعدم استقرار المجلس على تشكيل لجان بطولة كأس العالم للشباب تحت 19 سنة في نسختها الحادية عشروالتي تنظمها مصر لأول مرة في تاريخها خلال الفترة من 6 إلى 17 أغسطس القادم، يدعو للقلق بشدة، بل ويثير المخاوف من فشل البطولة قبل أن تبدأ وهو ما لم تعتاده مصر في تنظيم أي حدث رياضي، الأمر الذي سيُعد سقطة كبيرة في حق اتحاد كرة اليد برئاسة خالد فتحي .