✍️ محمد أشرف
في خطوة أثارت الجدل داخل أروقة الكرة المصرية، أعلن نادي الداخلية عن تعيين أحمد عيد عبد الملك مديرًا فنيًا للفريق، خلفًا للجهاز السابق، بعد فترة قصيرة من التخبط الفني والإداري.
المفارقة أن عبد الملك لم يكد يُكمل 15 يومًا مع فريقه السابق “حرس الحدود” حتى غادر، في ظل نتائج باهتة وتجربة لم تُكتمل.
لكن المدهش في الأمر، أن النادي الذي بات اسمه مرادفًا للمواسم المتعثرة والقرارات المثيرة للجدل، لم يتعلم من دروس الماضي، وها هو يعيد تدوير نفس الأسماء في الظل.. وعلى رأسهم “ابن سميرة”، الاسم الذي أصبح علامة تحذير في الكرة المصرية، حيث ارتبط اسمه بهبوط فرق مثل “إيسترن كومباني” (الدخان)، “الداخلية” في وقت سابق، وأخيرًا “منتخب السويس”.
وكيل في الظل.. ووجوه لا تغيب عن المشهد
مصادر خاصة لـ”ايجيبت سكور” تؤكد أن محمد الشهير بـ”ابن سميرة” لا يزال يدير ملف التعاقدات في نادي الداخلية من خلف الستار، رغم التصريحات العلنية السابقة من مسؤولي النادي وعلى رأسهم “ع ث بيه” و”علي بيه”، بأن اسمه لم يعد ضمن منظومة النادي.
الحقيقة أن ابن سميرة لم يغادر، بل بات أكثر تأثيرًا عبر هواتف مغلقة، واتفاقات غير واضحة، وتوصيات تُنفذ على الفور دون الرجوع إلى الرأي الفني.
سبوبة الملابس.. الملايين الضائعة!
وربما الأخطر في القصة، ليس في تكرار الأسماء أو النتائج فقط، بل في ملف “الملابس الرياضية” الذي تحول إلى “سبوبة” حقيقية، وفق ما حصلت عليه “ايجيبت سكور” من معلومات.
وتشير الوثائق الأولية إلى حصول “ابن سميرة” على فواتير تقدّر بثلاثة ملايين جنيه من ميزانية النادي، مقابل تعاقدات ملابس تم الحصول عليها من موردين غير مسجلين، وبمساعدة مسؤولي معروفين بالاسم.
وبحسب مصادر من داخل النادي، فإن هذه الملابس لم تصل للنادي بالكميات المتفق عليها، وتم تمرير الفواتير عبر تواقيع وتسهيلات وسيتم الكشف عن كل شيء لاحقًا، مع التوجه بتقديم بلاغ رسمي للجهات الرقابية للحفاظ على المال العام.
عبد الملك.. نجم كبير في اختبار شائك
في ظل هذه الأجواء، يدخل أحمد عيد عبد الملك واحدة من أكثر تجاربه صعوبة، ليس فنيًا فقط، ولكن إداريًا وأخلاقيًا..فهل يتمكن من فرض الانضباط في بيئة يعشش فيها السمسار، أم يصبح ضحية جديدة يُحمّل فشلها للمدرب وحده، بينما تُدار الأمور من الغرف المغلقة؟
المؤكد أن عبد الملك أمام اختبار حقيقي، ليس لإثبات قدراته التدريبية فقط، ولكن لكشف من يدير الكرة من خلف الستار.. ولإثبات أن بعض الأسماء لا يجب أن تكون مجرد أداة في يد “المتحكمين” في مصير أندية كانت يومًا ما محترمة.